لم يفت الأوان - سهام عبدالله الشارخ

  • 12/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نشعر جميعا بالخيبة والمرارة عندما لا تسير الحياة وفق ما نريد، ولا تكون النهايات حسبما خططنا لها، وهي حالات نعيشها في كل مراحل الحياة، وأمامنا في هذه الحالة إما التوجع والشكوى أو الاستسلام والقبول أو التفكير بشيء جديد وبداية جديدة، والتفكير هنا يعني استعمال العقل أكثر من العاطفة - رغم أهميتها- لأن المشاعر قد تضلل أحيانا. ليس من الضروري أن تكون البداية الجديدة عملا أو مشروعا جديدا أو انتقالا إلى نمط حياة أو مكان مختلف فالمهم هو فكرة التغيير التي قد تكون مجرد النظر إلى الأمور بصورة مختلفة عن التي اعتدنا أن نراها ونفكر فيها، وقد يكون التغيير في تعلم شيء جديد لم يسبق أن خطر على بالنا، أو في اكتساب مهارة أو معرفة بمجال ما، أو تعلم درس مفيد من تجربة صعبة، أو الإصغاء إلى آراء جديدة أو التعرف إلى أشخاص جدد. بعض الناس يرفض ويقاوم التغيير بقوله «قضت على خير» مع أنها في معظم الأحيان لم تمض على خير، وأحيانا يكون التبرير بأنه ليس هناك ما يستدعي التغيير، ولو كانت البشرية تسير على هذا المنوال لما انقرضت حضارات وولدت حضارات، فالتوقف عند وضع معين يعني الجفاف والتيبس ولذلك يبدو هؤلاء الأشخاص جامدين في مظهرهم وأفكارهم وكلامهم وأسلوب حياتهم، يتعاملون بشيء من العدائية تجاه الأفكار المختلفة عن أفكارهم، حتى موضوعات الحديث والنقاش محدودة ومكررة في مجالسهم، وتبدو عليهم أحيانا الكآبة أو الضيق بسبب فقر واقعهم، ومن يجالسهم يشعر بالملل وفقدان الطاقة. انغلاق العقل ومقاومة التغيير لا علاقة له بالعمر فقد تجد شبابا تفكيرهم مغلق ومتصلب، وكبارا في السن أكثر انفتاحا ومرونة لأن المسألة مرتبطة بالقدرة على رؤية الصورة الكاملة، أو بمدى تأثير وضغط التجارب السيئة السابقة على الأشخاص والتي تسببت في تضييق نطاق تفكيرهم وخياراتهم وألقت بظلالها على رؤيتهم للواقع. تقول عبارة انجليزية ما معناه "إنك لا تستطيع أن تبدأ فصلا جديدا في حياتك إذا كنت لاتزال تعيد قراءة الفصل الأخير". التجدد وقوة الإرادة والرغبة في التغيير صفات توجد في الإنسان بغض النظر عن سنه أو جنسه، لذلك اقترح كثيرون ألا يكون التوجه في إعطاء الفرص للتعليم والعمل فقط إلى الشباب بل إلى كل من لديه الطموح والرغبة وعلو الهمة، وكم سمعنا قصصا كثيرة عن أشخاص حصلوا على درجات علمية في سن متأخرة، ولم يجدوا حرجا في الجلوس على مقاعد الدراسة بجانب طلاب في عمر أولادهم وأحفادهم لأنهم لم يؤمنوا أن القطار مضى والأوان فات.

مشاركة :