تصدر هاشتاغ #العاصوف3 الترند السعودي على موقع تويتر مع بدء بث حلقات المسلسل في جزئه الثالث، بعد أن توقف الموسم الماضي. ورصدت الحلقة الأولى صفحات سوداء من نشأة “الصحوة” في السعودية في ثمانينات القرن الماضي. وبدأت الحلقة الأولى حيث انتهى الجزء الثاني، وذلك بعرض مشاهد من اقتحام جهيمان العتيبي للحرم المكي في حادثة شهيرة عام 1979، لتبدأ مرحلة جديدة سيطرت فيها أفكار ظلامية على المجتمع السعودي. وعرضت الحلقة الأولى التي بثتها قناة أم.بي.سي، مشاهد تشير إلى ظهور “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، حيث يسير “المطاوعة”، في الأسواق والطرقات لمراقبة المجتمع. وفي مشهد، يعترض “المطاوعة” رجلا وامرأة في السوق، مشككين في أنها زوجته، ليتم اقتيادهما إلى مخفر الشرطة والتحقيق معهما مطولا، لإثبات أن السيدة فعلا زوجته، عبر طرح أسئلة غريبة عن محتويات المنزل الذي يقطنه الزوجان. وتمتدّ سيطرة المطاوعة في ذلك الوقت إلى الإعلام، إذ أظهر مشهد آخر كيف فرض “المطاوعة” قرارهم بمصادرة مقال في صحيفة محلية، وتعهد رئيس التحرير بنشر اعتذار، وإبلاغ صاحب الرأي بتغيير نبرة كتاباته. وفي مشهد ثالث، برز تغول “المطاوعة” الذين ينتمي أغلبهم إلى تنظيم الإخوان حينها، حيث يصل قرار من المرشد العام بترقية أحد المشايخ المجنسين، وتلقيهم أوامر من تنظيم الإخوان في الخارج. ووثق مشهد رابع لطغيان الدعوة إلى ما سُمي وقتها بالجهاد في أفغانستان، وجمع التبرعات لمحاربة الاتحاد السوفيتي هناك، بذريعة أن “أفغانستان ساحة جهاد واستشهاد”. يذكر أن العمل من ﺇﺧﺮاﺝ المثنى صبح، وتأليف عبدالرحمن الوابلي، ويشارك في مسلسل العاصوف إلى جانب الفنان ناصر القصبي، عبدالإله السناني، وحبيب الحبيب، وريم عبدالله، وليلى السلمان، وعبدالعزيز سكيرين، وريماس منصور، وزارا البلوشي، وهو من إنتاج مجموعة أم.بي.سي. وقال السناني إن هذا الجزء اعتبره من أفضل الأجزاء، و”العاصوف” يعتبر من المسلسلات التي أحدثت نقلة نوعية في الدراما السعودية، ومزج بين الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وعبّر عن عدة أجيال، وهو المسلسل الذي بدأ بشكل جيد من التراث ومر بمراحل التطور الزمني، وتم بعدها تقديم العديد من المسلسلات المشابهة له في دول الخليج، ولكن يبقى تميز “العاصوف” بالحبكة الدرامية والطاقم والمخرج. الجديد بالذكر أن مسلسل “العاصوف” بجزأيه الأول والثاني لاقى نجاحا باهرا. وتطرق الجزء الثاني من المسلسل إلى حادثة اقتحام الحرم المكي عام 1979، التي تعتبر أحد الحوادث المهمة في تاريخ السعودية. وتحدث المسلسل في جزئه الأول عن حقبة مفصلية في تاريخ السعودية، وهي حقبة السبعينات من القرن الماضي التي ظهر في نهايتها نشاط لافت للتيار الديني في ما يعرف بالصحوة الدينية، التي فرضت سطوة لرجال الدين على الحياة في البلاد. ونشر مغردون تغريدات توثق ذكرياتهم الأليمة مع فترة الصحوة التي نغصت حياتهم. وقال مغرد: وقالت مغردة: rriii23@ #العاصوف هو العمل الوحيد اللي أتابعه برمضان. شيء بطل من الأخير.. ضروري كل الجيل الجديد يعرفون ماضي لحى الصحوة والإرهاب، وللأسف إلى الآن فيه ناس مخدوعة فيهم، حتى بعد دفنهم من الإعلام والمنابر، ويشوفون الدولة ظالمتهم! تابع المسلسل وستعرف أنك كنت مؤدلجا بلا عقل تمشي وراءهم. وقدم مغرد الشكر قائلا: Ibn_Abd0@ شكرا مسلسل #العاصوف على هذا التقديم الجميل الذي يوضح لنا الرعب الذي كنا نعيشه في الماضي، جرّاء أضرار الصحوة. وقال معلق: ويوصف المسلسل بأنه جزء من جهود الإصلاح في السعودية، خاصة الإصلاح الديني بعدما بلغ التطرف مبلغه في السعودية. في المقابل بدأت “مناحة كل عام” على تويتر، مثلما يصفها مستخدمون للموقع، فما إن تم بث الحلقة حتى ظهرت جيوش إلكترونية لمهاجمة المسلسل. وكتب حساب: lltma10@ الصحوة قعدت 40 سنة كابسة على نفس المجتمع السعودي ومنكدة عليه عيشته ومقلصة الحرية.. كل الـ40 سنة ما حد قلهم شيء ولا فكنا منهم يوم انتقدهم مسلسلين أو ثلاثة صاحوا قطيعهم بعبارة خلاص ماعندكم غير الصحوة!… إي ما عندنا غيرهم لعنة الله عليهم وعلى أيامهم وعلى ساعة جلب الإخونجية للسعودية. وأضاف “سرقوا سنين وأعمار ولحظات المجتمع السعودي، وأدخلوه في عصر الانغلاق والانعزال العالمي.. ورغم ذلك لم تتحملوا مسلسلين أو ثلاثة تنتقدهم وتسرد ماضيهم المرير”. ووصف مغرد فترة الصحوة: واعتبر معلقون أن الشعب السعودي تجاوز الصحوة ورموزها ودخل مرحلة جديدة، لكن آخرين يشبهون الصحوة بـ“النار في الرماد”، يتحين رموزها أول فرصة. وقالوا إن رسالة المسلسل موجهة للجيل الجديد كي لا ينخدع بالشعارات الرنانة خاصة أنه يتعرض لملايين الرسائل يوميا الهادفة إلى تغييب وعيه. وكتب مغرد في هذا السياق: mudiriana@ رسالة #العاصوف ليست للجيل السابق الذي يعلم علم اليقين ما هي الصحوة وما تسببت فيه من قهر وظلم في وقتهم، هي للجيل الحالي الذي لم يعاشر ولا يعلم ما هي الصحوة وظلمها وتجسس أدواتها وبطشهم ومطاردتهم وسحلهم وتلفيقهم للتهم بتلك الحقبة، ويعي بأن من يحاول الآن أن يقنعه بأنها ستكون خيرا له فهو كاذب. وكتب الناشط الكويتي محمد أحمد الملا، منتقدا بلاده التي تشهد مدا ظلاميا وتفتح منابرها للتشدد والانغلاق: وكان رجل السعودية القوي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعهد بقيادة سعودية معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة حين قال “نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب”، مضيفا “70 في المئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا”.
مشاركة :