أعاد مشاركون في تأبين الكاتب الراحل محمد علي البريدي حضور الأمسية إلى تجليات الصحوة، وانعكاساتها على المجتمع، إذ تناول الناقد الأكاديمي الدكتور معجب الزهراني في ورقته الحقبة السوية للمجتمع السعودي، وأثر المدرسة الوطنية والإنسانية على الطلاب؛ كون المناهج كانت خالية من الأدلجة والمعلمين من جميع أنحاء العالم العربي. ووصف الزهراني في فعالية مجلس ألمع الثقافي المدارس القروية بالبسيطة؛ كونها مبنية من البيئة، إلا أنها كانت حميمة، وتشعر الطلاب بالدفء والاستمرار في حضن الأسرة، محملا حقبة الصحوة الانتكاسات المجتمعية والانتكاس عن المجتمع المدني القابل للحياة والمقبل عليها بكل تحضر وتمدن، وتدرج في السيرورة نحو بناء الوطن بروح أخوة لا تفرق بين مكونات المجتمع ولا تردد مصطلحات الولاء والبراء ولا تمارس التصنيف ولا تطلق أحكاما بالفسق والتكفير والتبديع. وأبدى الزهراني أسفه كون البعض اختطف المدرسة الوطنية، وعزز حضور المدرسة المؤدلجة التي تعلم الشيء ونقيضه من ذلك أنهم يتحدثون كثيرا عن السلام ودلالاته ولكنهم ينقضونه بالشتم والتطاول على الآخرين. وتحدث الزهراني عن جيل البريدي الذي جاء بعد جيله وعانى كثيرا من التحديات ومنها انتشار الفكر الصحوي الرافض للتعدد وتحجيم دور الشباب المليء بالأسئلة المنصبة على هموم المجتمع، مؤملا أن تسهم كتابات البريدي في ضخ الوعي في أجيال لاحقة لتتفادى الوقوع في ما وقع فيه شباب أبرياء ذهبوا ضحايا أفكار مجنونة. وذهب الناقد الأكاديمي الدكتور صالح زياد في ورقته إلى رصد ملامح تجربة البريدي من خلال مقالاته ومنها المفارقة. وابتكار الأفكار الخاصة والتعبير عنها بلغته الخاصة. وإعادة صياغة التناقضات. وطرح الأسئلة المحفزة على نقد الذات ووصفه بالكاتب الذي يضيف معرفة ووعيا للقارئ وإن تغلفت لغته بالسخرية أحيانا. مستعيدا عددا من مقالاته ومطبقا آراءه النقدية عليها. فيما تناول الناقد الدكتور حمزة المزيني مهارة الكتابة عند البريدي، خصوصا في زاويته في صحيفة الشرق (نسائيات الجمعة)، وأنسنة الطرح من خلال وعي بالتراث وتمكن من حداثة الأسلوب. شهدت الأمسية مداخلات من عضو مجلس الشورى السابق الدكتور زاهر عواض الألمعي والدكتور شاهر النهاري والدكتور علي الموسى. فيما تم تكريم ذكرى الراحل من خلال ابنه مازن.
مشاركة :