يضم "كتاب الشام" مجموعة نصوص شعرية للشاعر الراحل خالد أبوخالد جمعها ونشرها الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين بعد وفاته، وتجسد حبه الكبير لسوريا وعاصمتها دمشق والرابط التاريخي الذي جمعها بفلسطين وبمشروعها المقاوم للاحتلال. وتجلت عبر نصوص الكتاب نظرة الشاعر أبوخالد إلى يقظة الشام واستمرار نضالها ووقوفها بوجه المحتلين والطامعين بأسلوب شعري ربط الأصالة بالمعاصرة وتكريس العاطفة كسيدة للنص لأنها تنطلق من إحساس صادق فقال مثلا “يا حمام الشام الذي لا ينام/ يا حمام البيوت التي لا تموت/ سوف تأتي الغيوم بأمطارها/ حين تأتي مواعيدها سوسن أو حبق”. الشاعر الراحل خالد أبوخالد تميز بأسلوب شعري ربط الأصالة بالمعاصرة وكرس العاطفة سيدة لنصه وجمالياته وفي قصيدته “إلى شامة” مزج أبوخالد بين حبه للنضال من أجل القدس وفلسطين وبين بردى والغوطتين، فقال “سربلينا بالسلاح وبالندى/ في الغوطتين على صراطك/ خاطرينا بين صوتينا على بردى/ ففي الناس المسرة/ واعبري من باب حربك للسلام”. وفي قصيدة “معلقة غزة على أسوار القدس” أبدى الشاعر أبوخالد تصميما على النضال والقتال من أجل التحرير والنصر محولا اللهجة الشعرية المباشرة إلى حالة فنية قوامها النصر، فقال “بيني وبين البحر قتل دائم/ بيني وبين القدس نيران مركبة ونار/ أنا حارس الحلم النبيل على شبابيك البيوت/ سأعود في نارنجة حلمت طويلا بالجليل/ أعود كي أجد الخليل لأصطفي قلبا لدالية تموت”. وحافظ أبوخالد من خلال قصيدته “تقاسيم عصرية على مكابدة المعري” على أسلوبه في ربط الماضي بالحاضر والإصرار والتصميم على دحر الغزاة وكذلك في قصيدته “تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق” التي يقدس فيها الشهداء ليظل تاريخه الشعري مفعما بالنضال الذي كرس له جل تجربته الشعرية. يذكر أن خالد أبوخالد شاعر وفنان تشكيلي ومناضل فلسطيني اسمه الحقيقي خالد محمد صالح أحمد ولد عام 1937 وتوفي نهاية العام الماضي، وله الكثير من المؤلفات الشعرية التي كان النضال والمقاومة محورها الرئيسي.
مشاركة :