إشارات اميركية الى إبقاء فيلق القدس وشطب الحرس من قائمة الإرهاب

  • 4/9/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - شددت الولايات المتحدة الجمعة على إبقاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على لائحتها السوداء "للمنظمات الإرهابية"، وهي مسألة أساسية من المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني. ويبدو أن الإدارة الأميركية باتت تفرق الان بين الحرس الثوري وفيلق القدس اللذين نُسب إليهما العديد من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، ما يعطي مؤشرًا إلى مقترح أميركي بحلّ وسط. وكان رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي أعلن الخميس أنه "برأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية". وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن تتشارك هذا الرأي مع الجنرال ميلي، بدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر الجمعة، مؤيدة للأمر. وقالت لصحافيين إن "الرئيس يتشارك الرأي مع رئيس الأركان بشأن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إرهابي". وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الحرس، ولا سيما فيلق القدس، على هذه القائمة السوداء عام 2019 بعد زهاء عام من قراره الانسحاب الأحادي من الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015. وأبدى بايدن الذي خلف ترامب، رغبته في العودة الى الاتفاق، بشرط عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن. وفي حين تسعى إدارة بايدن منذ عام إلى إحياء الاتفاق، تتعثّر المفاوضات مع إيران خصوصًا بسبب هذه المسألة. وتطالب السلطات الإيرانية بشطب الحرس عن اللائحة السوداء، ما يثير غضب جزء من الطبقة السياسية الأميركية خصوصًا المعارضة اليمينية.  ومن الممكن نظريًا شطب الحرس الثوري عن اللائحة السوداء وإبقاء فيلق القدس مدرجًا عليها. وأكد المفاوض الأميركي روب مالي أواخر آذار/مارس أن الحرس الثوري سيبقى خاضعًا للعقوبات الأميركية حتى لو شُطب عن اللائحة السوداء، وأن نظرة الولايات المتحدة للحرس لن تتغيّر. وبحسب خبراء عديدين، فإن هذا التصريح لا يعني بالضرورة أن الأميركيين يرفضون شطب الحرس عن لائحتهم السوداء، لأن قادة الحرس سيبقون على أي حال يرزحون تحت وطأة عقوبات أخرى. وبدت جالينا بورتر الجمعة تدعم هذه الفكرة، فقالت "أريد أن أذكر بأن من أصل 107 إدراجات مرتبطة بإيران على اللائحة السوداء قررتها إدارة بايدن، هناك 86 منها تستهدف بشكل محدد أشخاصًا مرتبطين بالحرس أو بجماعات تابعة له". إلا أنها أكدت مجدّدًا على أن إحياء الاتفاق النووي ليس "وشيكًا ولا مؤكدًا في هذه المرحلة". وحرص الجنرال ميلي، الذي لا يشارك في المفاوضات على التوضيح، خلال جلسة استماع في الكونغرس أن هذا رأيه الشخصي فقط وأنه يعبر عنه علنا لأنه كعسكري عليه أن يلتزم الإجابة عن الأسئلة التي يوجهها له المشرّعون الأميركيون. وأضاف أن “الأمر مختلف بالنسبة للسياسيين”، وقد رفض وزير الدفاع لويد أوستن أن يجيب عن هذا السؤال. وقال أوستن “لن أعلق على المفاوضات الجارية أو الرأي الذي سأقدمه للرئيس”. وفيلق القدس هو القوة المسؤولة عن العمليات العسكرية الخارجية وكان يقوده الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بضربة اميركية قرب مطار بغداد في يناير/كانون الاول 2020. ويتولى فيلق القدس الاشراف على الفصائل المسلحة التابعة لايران في المنطقة، على غرار حزب الله اللبناني والمتمردون الحوثيون في اليمن وجماعات نافذة اخرى في العراق وسوريا.

مشاركة :