واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية خروقاتها للهدنة لليوم الثامن على التوالي في جبهات القتال بمحافظات مأرب والجوف وحجّة والحديدة وتعز والضالع، فيما توالي المخاوف من محاولة الميليشيات إفشال الهدنة. ورصد الجيش اليمني بحسب تقرير المركز الإعلامي للقوات المسلحة، 72 خرقاً للهدنة ارتكبتها ميليشيات الحوثي، منها 11 خرقاً للهدنة في جبهات الساحل الغربي، و10 خرقاً للهدنة في جبهات القتال بمحافظة مأرب، و19 خرقاً للهدنة في جبهات القتال بمحور تعز وجبهة «الفاخر» بالضالع، و17 خرقاً للهدنة في جبهات القتال غرب محافظة حجة، و11 خروقات للهدنة في جبهات شرق وشمال الجوف، و4 خروقات للهدنة في جبهتي «رغوان والكسارة». وأشار التقرير إلى أن الخروقات تنوعت بين استهداف مواقع الجيش في كافة الجبهات بالمدفعية والعيارات، إضافة إلى محاولات تسلل وتحركات واستحداث مواقع وخنادق وتحليق المسيرات الاستطلاعية. وقال التقرير: «لليوم الثامن استمرّت الميليشيات في الدفع بتعزيزات بشرية وعتاد إلى أغلب الجبهات، كما دفعت بآليات عليها عيارات في الجبهات الجنوبية بمحافظة مأرب». وقتل أكثر من 30 عنصراً من ميليشيات الحوثي بينهم قيادات جنوب محافظة مأرب، على يد الجيش اليمني في محاولة هجوم أمس، وفق ما نقل موقع «العربية نت». وأفاد الموقع بأن بين القتلى القيادي الحوثي يحيى محمد اليوسفي المكنى «أبو بارق»، مشيراً إلى أسر آخرين. في غضون ذلك، بحث المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، أمس، مع ميليشيات الحوثي، مسار الهدنة وسبل إنهاء الحرب. وقالت وسائل إعلام تابعة للميليشيات الإرهابية إن «وزير خارجية الحوثي هشام شرف التقى بصنعاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج». ومع دخول الهدنة أسبوعها الثاني، أكدت أوساط تحليلية غربية، أن استمرار التهدئة حتى الآن دون انهيارها، يبعث الآمال في إمكانية تخفيف معاناة ملايين اليمنيين، الذين يعانون من ويلات الحرب التي اندلعت جراء الانقلاب الحوثي الدموي، على الحكومة الشرعية في صنعاء. ولكن مشاعر التفاؤل الحذر، التي يعرب عنها المحللون الغربيون واليمنيون إزاء إمكانية أن تقود الهدنة إلى تمهيد الطريق نحو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، تمتزج بمخاوف من أن تَعْمَد الميليشيات الحوثية الإرهابية، إلى تقويض هذه المحاولة الجديدة لحقن الدماء، كما سبق أن فعلت خلال الأعوام الماضية. وأكدت شرائح مختلفة من اليمنيين، أن العصابة الحوثية مسؤولة عن انتهاك الكثير من الهُدَن الجزئية، التي تم الاتفاق عليها في السابق، وذلك في سياق محاولاتها المحمومة، للسيطرة على أكبر رقعة ممكنة من الأرض، في إطار مشروعها الانقلابي المستمر، منذ خريف عام 2014. وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أبرزت وكالة «ذا ميديا لاين» الأميركية للأنباء، مشاعر القلق التي تسود كثيراً من قطاعات المجتمع اليمني، من أن تتقوض الهدنة، على يد مستغلي الحروب، الذين لا يريدون السماح للصراع الراهن بأن يتوقف، وذلك في إشارة واضحة إلى ميليشيات الحوثي، التي زجت بالبلاد في أتون الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم بأسره. كما تتوازى المخاوف من المواقف الحوثية المتعنتة، مع شكاوى اليمنيين، من أن الهدنة المقرر استمرارها شهرين، لم تؤد حتى الآن، إلى حل مشكلة الشح في المشتقات النفطية، وتوقف صرف الرواتب منذ سنوات، وتواصل ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق، بنسبة وصلت إلى نحو 60 % منذ مطلع 2021. وقال هؤلاء إن تواصل الأزمة المعيشية وتدهور أوضاع القطاعات الخدمية المختلفة، يعني أن الحرب ستستمر حتى وإن سَكَنَت أصوات المدافع وتوقفت المعارك الحربية على الأرض، خاصة في ظل تواتر تقارير تفيد بوقوع انتهاكات حوثية للهدنة منذ اليوم الأول لإعلانها، ومواصلة الميليشيات الانقلابية حشودها العسكرية على جبهات عدة. غير أن «ذا ميديا لاين» أشارت كذلك في تقريرها، إلى أن إعلان الأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري الاتفاق على «هدنة الشهرين»، شَكَلَّ مبعث ارتياح بالنسبة للكثير من اليمنيين، ممن يأملون في أن يقود وقف القتال ولو مؤقتاً، إلى تهيئة الأجواء لاستئناف العملية التفاوضية، لا سيما وأن الهدنة الحالية تشتمل على بنود أخرى، من بينها السماح بدخول سفن تحمل مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة، وتسيير رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي، الذي ظل مفتوحاً منذ ست سنوات لرحلات المساعدات الإنسانية فقط. ويرى المتفائلون بإمكانية نجاح الهدنة السارية في اليمن، أنها تشكل الفرصة الأخيرة لإحلال السلام في هذا البلد، في ضوء أنها الأولى التي تعم مختلف أنحائه منذ عام 2016، وتتواكب مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، الذي فوض الرئيس عبد ربه منصور هادي سلطاته إليه، وكلفه بالتفاوض لإنهاء الحرب.
مشاركة :