صادق مجلس النواب الألماني أمس على مشاركة قوة ألمانية يصل عديدها إلى 1200 عسكري في عمليات الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وسط استبعاد لأي عملية برية مع ضغوط تمارس على هولندا للدخول في الضربات ضد داعش سوريا، بينما دعت واشنطن إلى نشر قوات برية عربية وسورية لمواجهة التنظيم. ومن اصل 598 نائباً شاركوا في التصويت، صوت 445 لصالح العملية و146 ضدها فيما امتنع سبعة نواب عن الإدلاء بأصواتهم، في نتيجة كانت متوقعة على ضوء تأييد الائتلاف الواسع بزعامة المستشارة انجيلا ميركل لمشاركة عسكرية ألمانية. ومن المقرر ان تنشر ألمانيا قوة من 1200 جندي كحد اقصى عام 2016 في اكبر مهمة للقوات الألمانية في الخارج. وستضم هذه القوة ست طائرات تورنادو مكلفة مهمات استطلاعية في سوريا وفرقاطة تنضم إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول. ولن تنضم ألمانيا إلى دول مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا في شن ضربات جوية. واستبعدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين مشاركة الجيش الألماني في مهمة برية في سوريا. وقالت عقب تصويت البرلمان الألماني إنه اتضح في العراق أن الطريقة الواعدة لتحقيق النجاح هي شن غارات جوية بجانب الاستعانة بقوات برية محلية. وأكدت فون دير لاين أن النجاح مرهون أيضا بتحقيق تقدم في العملية السياسية.. وقالت: يتعين علينا انتهاج سياسة النفس الطويل. وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أولوية البحث عن حل سياسي في النزاع السوري. وقال شتاينماير في بلغراد: إذا أحرزنا تقدماً على صعيد الحل السياسي فإن مدة النزاع العسكري ستكون محدودة. ضغوط في الأثناء، تتزايد الضغوط على هولندا للمشاركة في الضربات ضد التنظيم في سوريا في اطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. فقد دعا عدد من النواب الهولنديين بلادهم إلى المشاركة. الا ان الحكومة قالت انها لن تتخذ قرار المشاركة في العمليات قبل دراسة كل الجوانب السياسية والعسكرية للنزاع السوري. من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز ان فرنسا والولايات المتحدة طلبتا من هولندا المشاركة في التحالف ضد داعش في سوريا. في هذه الأجواء، وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الموجودة في شرق البحر المتوسط للمشاركة في عمليات الائتلاف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا. ووصل هولاند برفقة وزير الدفاع جان ايف لودريان حيث التقى الطيارين والفنيين العاملين على حاملة الطائرات وشاهد انطلاق طائرات رافال وسوبر ايتاندار في مهمات. قوات برية من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بلغراد إلى نشر قوات برية عربية وسورية لمواجهة التنظيم. وقال كيري في العاصمة الصربية في اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: من دون امكانية تشكيل قوات برية جاهزة لمواجهة داعش، لا يمكن كسب هذا النزاع بشكل كامل بالضربات الجوية فقط. واقترح الوزير الأميركي نشر قوات عربية وسورية وليست غربية لهذا الغرض. وأوضح اذا تمكنا من تنفيذ عملية انتقال سياسي، سيكون في الإمكان جمع الدول والكيانات معا: الجيش السوري مع المعارضة، الولايات المتحدة مع روسيا، وغيرهم سيتوجهون لمحاربة داعش، متوقعاً فوزاً سريعاً في تلك الحالة. أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن روسيا تقوم بتوسيع قاعدة جوية في محافظة حمص بغرب سوريا لتناسب طائراتها المقاتلة وأنها تستخدم بالفعل قاعدة أخرى إلى الشرق منها في طلعات لطائرات الهليكوبتر.
مشاركة :