تذوّق الجمال

  • 4/13/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتعدد وتختلف أذواق الناس ما يؤدي إلى اختلاف تفسيرهم للجمال وبالتالي إثارة عدة تساؤلات، مثل: ما هو الجمال وما هو مفهومه؟ من منظوري الخاص الجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعادات والشعور الإيجابي، وهو يعطي معنى للأشياء الحيوية، وليس له وحدة قياس، فكل إنسان يراه ويشعر به بشكل مختلف، مثل الصحة، السعادة، الطيبة، الحب. ‎فبداية الشعور بالجمال تكون عن طريق الحواس الخمس التي تترجم إلى إحساس، إذ إنه يتعلق أكثر بالأمور الوجدانية والمشاعر، مثل الإحساس بالموسيقى عندما تستشعرها الأذن، الإحساس بجمال النباتات والطبيعة عندما تفسرها وتترجمها العين، الإحساس بجمال الروائح المختلفة عندما يشمها الأنف، الإحساس بطعم المأكولات عند التذوق. ‎وهنا يظهر سؤال ملحّ، وهو هل الجمال حسي أم نظري؟ في اعتقادي، يُعد الجمال حسيًا؛ لأنه يتغير على حسب العوامل والظروف المحيطة بالأشخاص، ويصنف على أنه نظري إذا كان ثابتًا ماديًا أو ملموسًا. ويُعد الاحساس نسبيا، إذ إن الجمال يُعد نسبيًا أيضًا، ويرجع هذا الإحساس لعدة عوامل، مثل اختلاف الثقافات، تغير البيئة، الدراسة والتطور المستمر، العلم والذوق، العمر، تغير الوقت والزمان، التغيير في الأحداث والحقائق، كما يتغير الإحساس بالجمال مع التكرار أحيانًا، إذ إن التكرار المستمر ينتج عنه الإحساس بالملل. ‎ويمكن أن يختلف مفهوم الجمال والفن بإختلاف درجات الإطلاع والثقافة الفنية. فمثلاً إذا كانت هناك لوحة معروضة في متحف ما، قد يختلف شخصان أو أكثر في تفسير جانبها الفني، فالشخص الذي يملك أكبر قدر من الاطلاع الفني قد يراها جميلة، أما بالنسبة لشخص آخر قد تبدو عادية أو حتى غير مفهومة وذلك بسبب نقص الخبرة والثقافة والإطلاع الفني لديه. ‎كما توجد عوامل أخرى تؤثر على الإحساس بالجمال، مثل السفر، وكثرة التنقل، والخبرات الاجتماعية، وكثرة التجارب لدى الفرد، فمثلًا، نستطيع أن نسأل شخصًا لم يشاهد العديد من المناظر في حياته عن رأيه في موقع أو معلم مشهور، إذ إن خلفيته الفنية وذوقه محدود. وبالمقابل الشخص كثير الإطلاع يمكن أن يميز الفن بصورة أفضل. وهنا نصل إلى تعريفنا للجمال، والذي يُعد من حيث تحليلنا المتتابع وتضييق المفهوم، قيمة إيجابية وجوهرية وموضوعية، أو بلغة أقل اصطلاحية، فإن الجمال هو لذة ينظر إليه على أنه طبيعة الشيء تصورًا لحقيقة أو علاقة، بل هو عاطفة، ونزوع طبيعتنا الإرادية والإعجابية. لا يمكن أن يكون الموضوع جميلاً إذا كان لا يمكن أن يسعد أحدًا. وختامًا، دعونا نتأمل في العوامل التي ممكن أن تزيد وترفع من حجم الجمال من حولنا، وما هو دورنا في ذلك، هذا تساؤلات تنتظر اجابة في المقال القادم بإذن الله.

مشاركة :