من باب التكرار نقول إن الخيانة تجرى فى عروق الجماعة الإرهابية منذ نشأتهم حتى الآن، ولم تهنأ البلاد بالراحة منذ مولدهم الكئيب، ولم يتركوا نظاماً إلا ارتموا فى أحضانه بداية، ثم انقلبوا عليه فى النهاية، فعلوا ذلك مع كل الأنظمة التى حكمت مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 وبعدها. ومن باب التكرار ـ أيضاً - نقول إن الديمقراطية لدى الإخوان، مثل عربة الشيطان التى يركبونها وصولاً إلى السلطة، ثم يقفزون من العربة ويحرقونها بمن فيها، فالديمقراطية وغير ذلك لا يؤمنون به. ملأوا الدنيا صراخاً وضجيجاً بمقولات حول الشرعية وصندوق الانتخابات، ولم يدركوا أبداً أن شرعية الوطن فوق شرعية الجماعة، وأن طريقهم إلى الصندوق كان مفروشاً بالعنف والتزييف والكذب والخداع. شرعية مخضبة بدماء الشهداء من أبناء الجيش والشرطة، وربما لأول مرة فى تاريخ مصر نجد جماعة تقتل أبناء وطنهم الذين يدافعون عنه، وأصابهم العمى بحيث لا يرون الفرق بين الأبناء والأعداء. تجارب مصر معهم مريرة، فبعد أن تابوا ورجعوا فى مبادرات السجون فى الثمانينات، عادوا بعد 25 يناير يتبرأون من التوبة، ويثنون على قتلة السادات، ويقولون إنه عمل شرعى كان واجباً على كل مسلم، وهو الذى أخرجهم من السجون والمعتقلات ومنحهم قبلة الحياة. لم يذرفوا دمعة واحدة ولا كلمة اعتذار على شهدائنا الأبرار، واعتبروا قاتليهم من الإرهابيين شهداء يدخلون الجنة، فبأى وجه يتخفى أولياء الإخوان، ويدسون «السم فى السم». لم يخطر ببال الإخوان أن المصريين سوف يخلعونهم من السلطة، التى ألبسوها رداء الشرعية الزائفة، واغتروا بقوتهم الوهمية واستعانوا بأوليائهم الفاسدين فى تثبيت أركانهم، فأصبح منع الاختراق مهمة ليست سهلة، لأنهم يتلونون بلون الأرض التى يقفون عليها، ويصعب أن تميز أشكالهم، وتبذل جهداً كبيراً حتى تفهم أفكار المتلونين. هم الآن يظنون أن «المسكنة» والاستضعاف، أشياء ضرورية فى المرحلة الحالية، حيث اشتدت قوة الدولة، وعادت أجهزتها الأمنية تراقب وتحدد وتضبط، وتنظف المسرح أولاً بأول، ودخلوا نفق الكمون، انتظاراً لعودة الحياة من جديد ولو من «خرم إبرة». ويظنون أن التحايل يؤتى ثماره، وبعضهم يؤيدون علناً ويطعنون سراً، ونحن فى مرحلة صعبة تحتاج تحديد المواقف والبعد عن الالتباس، والتخلص من طريقة «أنا معك.. ولكن»، ولكن إخوان الخارج ضربوا الأرقام القياسية فى التآمر، وأصبحت الخيانة لديهم «وجهة نظر»، يتباهون بأسبابها، ويجدون لأنفسهم الحجج والمبررات.
مشاركة :