من دمشق إلى تورونتو، تمتد تجربة الكاتب والإعلامي الكندي السوري أحمد معروف في أدب الأطفال والرسوم المتحركة، إذ نُشرت قصته «بحر من اللؤلؤ» باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية في كتاب بعنوان» The Best of All Worlds» صدر عن دار النشر «At One Press» في تورونتو بالشراكة مع اللجنة الكندية لمنظمة اليونيسكو. ويضمّ الكتاب أيضاً ست قصص لكتّاب آخرين بلغات مختلفة ما يجعل منه كتاباً فريداً بتنوعه بالنسبة الى الأطفال والأهل على حد سواء. وكانت قصة «بحر من اللؤلؤ»، فازت بجائزة Rainbow Caterpillar للكتابة للأطفال باللغة الأم في عامها الأول، وكرّم الكاتب معروف في الإحتفال السنوي لجمعية الصحافة الإثنية في تورنتو عام 2012. بدأ معروف مسيرته، كما يقول لـ «الحياة»، كمؤلف وكاتب سيناريو للرسوم المتحركة للأطفال خلال عمله معدّاً ومخرجاً لبرامج في التلفزيون السوري. وكتب مجموعة أفلام قصيرة من دون حوار. وركزّت أعماله على تعليم الأطفال المفاهيم العلمية وتنمية قدراتهم على الملاحظة والتجريب بطريقة سلسة وممتعة. وعُرض فيلماه «عندما يحلم القمر» و «الطفل والظل» ضمن ورش عمل مهرجان التلفزيون العربي في تونس عامي 2003 و 2005 ولقيا صدىً إيجابياً. وتمثلّت الخطوة التالية بكتابته الفيلم الكرتوني»مزمار الريح» الذي تعذّر إنتاجه لكلفته العالية. وكتب مسلسل الرسوم المتحركة «جزيرة المغامرات»، في خمس عشرة حلقة أنتجها التلفزيون السوري عام 2010، وأنجز معروف سيناريو الجزء الثاني من المسلسل في العام ذاته. يشير معروف إلى أنّ المشهد الثقافي الكندي على رغم احتفائه بقيم التنوع والتعددية، لا يتناسب مع التنوع الديموغرافي الموجود في كندا، ولا مع وفرة النشاطات والمهرجانات المتعددة الثقافة بما فيها الثقافة العربية. أما مساهمة الكتّاب العرب خارج إطار الجمعيات العربية فتبقى متواضعة. من هنا كان حرصه على المشاركة في أيام تورونتو الثقافية من خلال قراءة قصته «بحر من اللؤلؤ» للأطفال في المكتبات العامة باللغتين العربية والإنكليزية. وتنبع أهمية نشر كتاب «The Best of All Worlds» من كونه يضم قصصاً من ثقافات مختلفة وبلغات عدة، ما يشجّع التفاعل بين الثقافات في المجتمع الكندي، ويعزّز قيم التنوع والتعدد لدى الطفل في سن مبكرة، وينمّي فضوله لقراءة المزيد من تراث الثقاقات العديدة التي يتحدر منها قسم كبير من سكان المدن الكندية. المشروع الأهم حالياً بالنسبة الى أحمد معروف، هو تحويل « بحر من اللؤلؤ» من قصة مقروءة إلى فيلم كرتوني طويل بمعايير عالمية، علماً أنه أنجز كتابة سيناريو الفيلم. وعن الإختلاف ما بين القصة المنشورة وسيناريو الرسوم المتحركة، يوضح معروف أن دار النشر طلبت اختصار القصة، فيما يحوي السيناريو تعديلات على سير الأحداث وتطور الشخصيات إضافة إلى غناه بالتفاصيل البصرية. وتدور أحداث القصة حول سالم، الصبي الصغير ذي السنوات التسع الذي يعيش مع أمه في جزيرة يعتمد أهلها في تحصيل رزقهم على صيد اللؤلؤ بالطرق القديمة. ويحلم بمرافقة صيادي اللؤلؤ، غير أنّ أمه تمنعه لأنه ما زال صغيراً . وذات يوم يتسلل سالم مع صديقته السلحفاة البحرية ريحانة إلى أحد قوارب الصيد، ويعيش مغامرة مثيرة في مملكة قناديل البحر. ويعود منها بأكبر وأجمل لؤلؤة رآها سكان الجزيرة. ويشير معروف إلى أنّ إنتاج هذا السيناريو يتطلب إمكانات فنية وإنتاجية كبيرة. وعلى رغم الصعوبات فإنه يحلم، حاله حال بطل قصته الطفل سالم، بالغوص في عالم إنتاج الرسوم المتحركة العالمية والعودة بفيلم كرتوني يماثل أجمل لآلئ البحر.
مشاركة :