الفساد عالم خفي تتراقص في جنباته خفافيش الظلام التي تمتص الدماء من مفاصل الدول وتجعلها عاجزة عن اللحاق بركاب التنمية، فلم ينج منه حتى العالم المتقدم الذي تقدر خسائره سنويًا بتريليون دولار بسبب بيروقراطية الإجراءات وعدم وضوحها فيما يتعلق بالتعاملات ذات العلاقة بالمال والثغرات التي ينبثق منها الفساد، الذي أضحى ظاهرة دولية وعامل قلق للمجتمع الدولي، له تأثيره العميق، وأبعاده الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية. ولا يختلف اثنان على أن حكومتنا الرشيدة تسعى جاهدة لبناء الوطن على أسس متينة من العدالة والشفافية والالتزام الأخلاقي والولاء وترسيخ مفاهيم النّزاهة في كافة الأصعدة، ورسم الإستراتيجيات المستقبلية للنهوض بالوطن والمواطن انطلاقًا من تأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك بهدف معالجة ظواهره وأنظمته، والإلمام بكل الظروف والمسببات المواتية لتفشيه. والمسؤولية الوطنية تحتّم على الجميع حماية النزاهة ومكافحة الفساد بجميع أشكاله من خلال تطبيق المبادئ الثابتة المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية بسنّ تشريعات تنظيمية متجددة تؤكد على أهمية النزاهة. وتسطلع «المدينة» آراء بعض الأكاديميين والمسؤولين لإلقاء الضوء على أهمية التوعية بمكافحة الفساد وحماية النزاهة في مختلف القطاعات الحكومية:
مشاركة :