عبَّر عدد من المثقفين والأدباء عن تفاؤلهم بتناول «فكر 14» لموضوع التكامل العرب، بخاصة فيما يتصل بالثقافة، مرتئين أن الوقت قد حان لتحقيق هذه الخطوة المهمة، مشيدين بالدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الفكر العربي من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة وفق عمل دؤوب بعيدًا عن الأشواق والأماني فقط، وفي هذا السياق يقول الشاعر والباحث والدكتور أحمد قران: منذ منتصف القرن الماضي والوطن العربي يسعى إلى التكامل في كل شؤونه بدءًا بفكرة جامعة الدول العربية مرورًا بإنشاء السوق المشتركة وليس انتهاء بالتكامل الثقافي لكن الظروف التي مرت بالوطن العربي والصراعات التي اغتالت طموحات شعوبه ثم التغييرات في البنية السياسية للدول العربية جعلت هذه المشروعات تظل أحلامًا على ورق ولم تخط في اتجاه تحقيقها بشكل يجعلنا نتفاءل. مؤسسة الفكر العربي وبجهود خاصة من الأمير خالد الفيصل ومجموعة من المثقفين ورجال الأعمال حركت المياه الراكدة بما قدمته في الفترة السابقة من مبادرات ثقافية واجتماعية وأعتقد أن هذه الخطوة التي اتخذتها المؤسسة بالسعي إلى التكامل الاقتصادي والسياسي إلى جانب هدفها الثقافي لهي خطوة مهمة لعلها تملأ الفراغ الذي حدث من قبل المؤسسات التابعة لجامعة الدول العربية أو لوزارات الثقافة في الوطن العربي. وانعقاد الدورة في رحاب جامعة الدول العربية سيدعم فكرة المؤسسة في هذا المشروع من خلال الدعم المعنوي من قبل أمين الجامعة أو من قبل القيادات السياسية العربية. إذا أراد القائمون على هذا التوجه النجاح فعليهم الاستعانة بالخبرات الثقافية من الصفوف الثانية في المؤسسات الثقافية كما أن اختيار المثقفين والمفكرين يجب أن يخضع لرؤية فاحصة بحيث يتم اختيار مثقفين إيجابيين في المشهد الثقافي العربي. ويرى الدكتور عادل بن خميس، الأكاديمي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن تحقيق التكامل يحتاج في البداية لإرادة سياسية تضع جانبًا الخلافات والمصالح الشخصية، وتنظر لجوانب الاتفاق والالتقاء، لتصوغ منها خارطة طريق نحو تحقيق الهدف المنشود. على أن يكون دور النخب ضمن هذه الخارطة تحليل الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ومحاولة استشراف مستقبلية للعوائق والعقبات التي يمكن أن تعرقل المشروع وتضع حلولاً افتراضية (ومنطقية) لتجاوزها. هذا بالطبع يحتاج لاستقلالية وصدق وإيمان بالقضية وبأهدافها الحقيقية من قبل المثقفين. رؤية القاص محمد علي قدس صاغها بقوله: من خلال قراءتنا للتقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الذي صدر عن مؤسسة الفكر العربي عام 2008م، والذي تضمَّن رصدًا شاملًا للحراك الثقافي العربي على اختلاف مفازات الإبداع الفكري وتجلياته، خرجنا من قراءته بشعور فيه ما يطمئن على ما رسمه المثقفون للمستقبل وما خُطط له، رغم ما نواجه من أزمات وما يعترضنا من عقبات، تثير قلق المثقفين والمفكرين في عالمنا العربي. وما لفت النظر في ذلك التقرير، ما جاء في فصل الحصاد الثقافي العربي من رصد شامل للحراك الثقافي خلال عام2007م، وما قامت به المؤسسات الثقافية العربية من دور في دعم المشروعات الثقافية ودفع مسيرة تطوير المنتج الثقافي ووضع برامج حوافز وجوائز لرفع مستويات الإبداع، كنا نأمل أن يكون حصادنا له الآن ليس كما هو واقع الآن. ويضيف قدس: يجمع التنويريون، ونحن نتفق معهم على ضرورة تطوير، دعوة الإصلاح والمطالبة بالتجديد، والمطالبة بإعادة صياغة النصوص والأفكار التنويرية، بمنهجية تبنى على أسس تأخذ بالوسطية والاعتدال في كل المسائل وفقه مناهج الحياة، بحيث لا إفراط في التحديث ولا تفريط في الأصول والثوابت، بهدف الإصلاح، الذي لا خلل فيه، وهو حتمًا لن يكون خارج التاريخ، ولا يتعارض مع المناهج التي تدعو للتطوير والاجتهاد؛ بل إن الكثير من تلك الأفكار لا تفتعل الجدل والخلاف، وإنما تؤسس لفكر وعقل يتبنى الوسطية ويسعى لتبسيط النظرية التي نحتاج إليها لمقاربة أطر الثقافة العربية ومناهج الفكر فيها. ويخلص قدس إلى القول: احتضان جامعة الدول العربية لمؤسسة الفكر ومشروعها الثقافي والفكري، يأتي نتيجة الجهود التي تحققت، والمأمول أن يكون مشروعًا قوميًا تتضافر فيه جهود الدول العربية، ليصبح مشروعًا فكريًا تنويريًا شاملًا، ولكن الأمل ألا يكون ضمن كل المشروعات التنموية والحضارية والتعاونية، التي لا يذكر إلا أنها مشروعات ضمن ملفات الجامعة. المزيد من الصور :
مشاركة :