يدلي الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد (6 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، في انتخابات المناطق تشكل اختبارا اخيرا قبل الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 2017 ويفترض ان تؤكد تقدم اليمين المتطرف الذي يمكن ان يحقق نجاحا تاريخيا. ودعي 44,6 مليون ناخب الى اختيار اعضاء المجالس الجديدة لمناطقهم في فرنسا التي ما زالت تحت صدمة اسوأ اعتداءات شهدتها اسفرت عن مقتل 130 شخصا وجرح مئات آخرين. وبعد اختراق كبير العام الماضي في الانتخابات البلدية والاوروبية، يبدو حزب الجبهة الوطنية قادرا على الفوز في منطقتين على الاقل ان لم يكن ثلاث مناطق من أصل 13، هو امر غير مسبوق في البلاد. وتبدو زعيمة الحزب مارين لوبن الاوفر حظا للفوز في الشمال (نور با دي كاليه بيكاردي) بينما تتصدر ابنة شقيقتها ماريون ماريشال لوبن استطلاعات الرأي في الجنوب(بروفانس الب-كوت دازور). واكد استطلاع للرأي نشرت نتائجه في اليوم الاخير للحملة الجمعة نتائج سلسلة من الاستطلاعات السابقة رجحت تقدم الجبهة الوطنية في الدورة الاولى من الاقتراع في ست مناطق وفوزه في ثلاث في الدورة الثانية التي ستجرى في 13 كانون الاول/ديسمبر. ويشير هذا الاستطلاع الى ان حزب الجبهة الوطنية يتمتع ب30 بالمئة من نوايا التصويت على المستوى الوطني متقدما على حزب الجمهوريين (معارضة) بزعامة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي وحلفائه الوسطيين (29 بالمئة) فيما ياتي الاشتراكيون بزعامة الرئيس فرنسوا هولاند في المرتبة الثالثة (22 بالمئة). وسيكون حزب الجبهة الوطنية قادرا على الانتقال الى الدورة الثانية في كل المناطق. وتجري هذه الانتخابات في بلد يخضع لحالة الطوارئ التي تفرض تعزيز الاجراءات الامنية حول مراكز التصويت خصوصا في العاصمة. وطغت الاعتداءات التي وقعت في 13 تشرين الثاني/نوفمبر على الحملة الانتخابية وساهمت الى حد كبير في خلط الانقسامات السياسية التقليدية في اجواء تجمع بين التأمل والدعوات الى "الحرب" على تنظيم الدولة الاسلامية وتجديد الرموز الوطنية. وبدا حزب مارين لوبن في وضع مريح في خطابه القومي المعادي للهجرة بعد الكشف عن ان اثنين من المهاجمين تسللوا الى فرنسا مع مهاجرين قدموا من اليونان. في المقابل لم يتمكن الاشتراكيون الحاكمون من الاستفادة حتى الآن من ارتفاع شعبية الرئيس فرنسوا هولاند الذي لقيت تحركاته على صعيد الامن تأييدا واسعا من قبل الرأي العام. اما حزب "الجمهوريون" الذي يقوده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، فيبدو منقسما بشأن الوحدة الوطنية منذ الاعتداءات بينما تبنى هولاند عددا من مقترحاته في مجال مكافحة الارهاب. وهذه الانتخابات هي الاخيرة المقررة في فرنسا قبل الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 2017 وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم مارين لوبن في الدورة الاولى منه.
مشاركة :