حمود بن علي الطوقي حللتُ ضيفًا على البرنامج التلفزيوني "قبل الواحدة" الذي يُقدمه الإعلامي عبدالله السباح، وتناولت الحلقة أهمية المهرجانات الثقافية في رفد القطاع السياحي، واقترحت في هذا البرنامج إنشاء هيئة عامة تكون معنية بتنظيم كل أنواع الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، والتي تندرج ضمن فكرة المهرجانات، وقلت إنه لا يجب أن تقتصر إقامة فعالية المهرجانات في مسقط وصلالة؛ بل يجب أن يكون للمحافظات نصيب في تنظيم هذه الفعالية، بحيث تتولى كل محافظة تنظيم مهرجان سنوي واحد على الأقل حسب رؤية هذه المحافظة. صحيح أن مهرجاني مسقط وصلالة قدما الكثير طوال العقود الثلاثة الماضية، لكن آن الأوان أن تتغير تلك الأفكار ويجب أن توكل المهام مستقبلا لأفكار وطاقات الشباب، وهنا أرى أننا ووفقاً لرؤية "عمان 2040" نحتاج لأن نرسم خارطة طريق جديدة لصناعة المهرجانات حتى نواكب الركب. وفكرة إنشاء هيئة وطنية لإدارة المهرجانات التي أدعو إليها أراها فكرة صائبة ونجاحها مقرون بأسلوب الإدارة، ويجب أن تتولى كافة الأمور الإدارية واللوجيستية لتنظيم المهرجان من قبل الشباب العماني الطموح. هذه الهيئة الجديدة ستتولى وضع برنامج سنوي، بحيث تقام المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية في جميع المحافظات، وكون الهيئة الجديدة التي اقترح إقامتها ستتولى تنظيم البرامج الترفيهية، فلا بأس من أن تدمج معها اللجنة العليا للاحتفالات، وتكون هيئة واحدة مستقلة معنية بإقامة هذه الفعاليات على مختلف المحافظات. وهنا سندعم فكرة تنمية المحافظات خاصة بعد التوجيهات السامية من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بدعم كل محافظة بمبلغ 20 مليون ريال. أبناء المحافظات قادرون على التميُّز في تنظيم مثل هذه المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، ولابُد في هذه المرحلة من الاعتماد على أفكار الشباب في التنظيم واختيار الفعاليات وعلينا أن نثق في قدرات أبنائنا. أجزم بأن الهيئة الجديدة سوف تساهم في رفد ورفع نسبة الحركة السياحية في البلاد خاصة بعد السماح لأكثر من 100 جنسية من الدخول في البلاد والحصول على التأشيرة السياحية مباشرة من المطار. مهرجان مسقط يعد الأقدم في دول المنطقة فقد انطلق في عام 1988، وآن الأوان أن يواكب المرحلة، ولا بد من حملة إعلانية عالمية لكي يتحول مهرجانا مسقط وصلالة السياحي إلى مهرجانين عالميين ينافسان بقوة في سوق المهرجانات الترفيهية، ولا بُد لنا أن ندخل في حلبة المنافسة، وهذا لن يتحقق إلا بوجود إدارة وإرادة صادقة بأفكار إبداعية نابعة من الطاقات الشبابية لأبناء الوطن. أفكار مهرجان مسقط منذ أن أطلق عام 1988 ومهرجان صلالة كذلك، لم تتغير طوال هذه العقود، لهذا لابُد أن تنشأ هيئة جديدة توكل إليها إدارة المهرجانات في كل المحافطات، فنحن لن نتقدم إذا كانت الأفكار التي تدير المهرجانات نفس الأفكار قبل 30 سنة. على مدار السنوات الماضية كانت الحكومة تخصص موازنة ضخمة لإقامة المهرجان في مسقط وصلالة، وأرى أنه في حالة وجود هيئة جديدة ستتولى إيجاد مصادر مالية لإقامة هذه الفعاليات، بحيث تطرح مناقصات عالمية وتوكل المهام للشركات المتخصصة تتنافس في الفوز بالعطاء، وتكون الحكومة شريكًا بحيث تسند إدارة المهرجان لأفضل شركة قدمت عطاءً وتصورًا للفعاليات الترفيهية التي تتناسب مع توجهات الحكومة. والتسويق مهم في عالم المهرجانات؛ إذ لابُد أن تسبق انطلاق المهرجان حملة تسويقية في مختلف المنصات، ولأن المهرجان سيقام في مختلف المحافظات، يتعين على كل محافظة أن تتهيأ للإعلان عن ما في جعبتها من الأفكار الترفيهية. يمكن لسلطنة عمان أن تكون أكثر تميزا في تنظيم المهرجانات، نظرا لتنوع التضاريس والموروث الحضاري والتاريخي لعُمان، ويجب أن يكون تصنيف كل مهرجان حسب بيئة كل محافظة، بحيث يقام مهرجان ترفيهي ومهرجان ثقافي ومهرجان تراثي ومهرجان سينمائي ومهرجان للمأكولات والطبخ ومهرجان للزراعة ومهرجان للتمور والبسور. مثلًا في مسقط يُقام مهرجان ترفيهي، وفي صلالة مهرجان العائلة، وفي الداخلية مهرجان التراث، وفي مسندم مهرجان المسابقات الشراعية وركوب البحر، وفي شمال الشرقية مهرجان الصحراء، وهكذا كل محافظة تضع عنواناً للمهرجان يتناسب مع طبيعة تنوع البيئة. وتكون كل هذه المهرجانات تحت مظلة هيئة جديدة تسمى كمقترح الهيئة العامة لإدارة المهرجانات. ولا بُد أن يكون الطاقم لهذه الهيئة من فئة الشباب، وأعتقد أننا مع هذه الهيئة سوف نرسم خارطة الطريق جديدة لأسلوب إدارة المهرجانات. ولا ضرر أن نستفيد من تجارب الدول الشقيقة في مجلس التعاون كتجربة السعودية ودبي، علمًا بأن عُمان كان لها السبق والريادة على مستوى دول المنطقة في إقامة المناشط الترفيهية، وعلينا ألا نتراجع؛ بل ننطلق بقوة لأن لدينا الكثير مما نقدمه للعالم.
مشاركة :