استدعت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ليزلوت أندرسون سفيرة مملكة السويد لدى الدولة وأبلغتها احتجاج دولة الإمارات على ما أقدم عليه متطرفون في السويد من إحراق نسخ من القرآن الكريم. وأكدت معاليها رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات التي تسيء للأديان، مشددة على ضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب. وشددت معاليها على أن مثل هذه الممارسات لا تؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والمواجهة والاحتقان، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل نشر قيم التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف. ودانت وزارة الخارجية أمس الأول، بشدة إحراق متطرفين في السويد نسخاً من القرآن الكريم. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وجددت الوزارة دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف ووجوب احترام الرموز الدينية والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات، وضرورة نشر قيم التسامح والتعايش. وأقدم زعيم حزب «الخط المتشدد» الدنماركي راسموس بالودان الخميس الماضي على إحراق نسخة من القرآن الكريم في منطقة يقطنها مسلمون في مدينة «لينشوبينغ» جنوبي السويد تحت حماية الشرطة. بدوره، دان الاتحاد الأوروبي أمس، الإساءة للقرآن الكريم على يد سياسي دنماركي متطرف في السويد قام بحرق نسخة من المصحف الشريف. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الداخلية أنيتا هيبي في مؤتمر صحفي ببروكسل إن «موقفنا بخصوص تلك الواقعة واضح جداً، إذ تدين المفوضية الأوروبية جميع أشكال التعصب لأنها تتعارض مع القيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي». وأضافت رداً على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، إن «سلطات تنفيذ القانون والسلطات القضائية مسؤولة عن التحقيق في تلك الحوادث ومحاكمة المتورطين فيها». وأشارت إلى أن الدول الأعضاء ملزمة بتطبيق قرار الاتحاد الأوروبي الإطاري لعام 2008 بشأن مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب. وأوضحت، أن «المادة الأولى من القرار الإطاري تنص على أن تتخذ كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي التدابير اللازمة لمعاقبة السلوك المتعمد المتضمن للتحريض العلني على العنف أو الكراهية الموجهة ضد مجموعة من الأشخاص أو أي عضو في تلك المجموعة المحددة بعرق أو لون أو دين أو نسب أو أصل قومي». ومساء أمس الأول، أعرب الأزهر الشريف عن استيائه البالغ واستنكاره الشديد لإقدام بعض المتطرفين على حرق نسخ من المصحف الشريف. وجدد الأزهر في بيان له تأكيده أن «التعدي على المقدسات الدينية ليس من حرية التعبير لا في قليل ولا في كثير، وإنما هو ردة حضارية وهمجية تضرب بالقيم الإنسانية عرض الحائط وتعود بالسلوك البشري إلى عصور الظلام وتغذي مشاعر العنف والكراهية وتقوض أمن المجتمعات واستقرارها». كما جدد الأزهر دعوته إلى ضرورة سن تشريعات دولية تمنع الإساءة للمقدسات الدينية وللأمم والشعوب وكفالة الضمانات اللازمة لحماية حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها.
مشاركة :