قالت مجلة «بوليتيكو» إن أنصار مرشح الانتخابات الفرنسية الخاسر جان لوك ميلينشون، الذي حل في المركز الثالث، يواجهون في جولة الإعادة معضلة الاختيار بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.وبحسب تقرير للمجلة، فإن الخيارين بالنسبة لهم أحلاهما مر، ويشبها الاختيار بين الطاعون والكوليرا.وتابع يقول: كان الزعيم اليساري المتطرف قد دعاهم إلى عدم التصويت لصالح مارين لوبان في جولة الإعادة. لكن هذا لا يعني أنهم سيدعمون إيمانويل ماكرون.ومضى يقول: حتى لو لم يتأهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فهناك شيء يمكن أن يفخر به جان لوك ميلينشون، وهو أنه فاز بقلوب الناخبين الفرنسيين الشباب، الذين يصارعون الآن خيارا صعبا.وأردف: أظهر العديد من استطلاعات الرأي أن الناخبين الفرنسيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا فضلوا ميلينشون اليساري على جميع منافسيه، وهم يقومون الآن بتقييم جميع الخيارات قبل جولة الإعادة في 24 أبريل بين ماكرون ولوبان. وأضاف: في وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلق ميلينشون استشارة عبر الإنترنت يطلب من مؤيديه الاختيار من بين 3 خيارات هي التصويت على ماكرون، أو الإدلاء بصوت فارغ، أو البقاء في المنزل.وتابع: العديد من مؤيديه الشباب يكافحون الآن لتحديد خيارهم الذي سيتعيّن عليهم القيام به الأسبوع المقبل.ونقل عن مها، طالبة العلوم الاجتماعية البالغة من العمر 19 عامًا، التي أعطت صوتها في الجولة الأولى لميلينشون، لكنها يمكن أن تصوّت على مضض لصالح ماكرون في الجولة الثانية، قولها: الأمر يشبه الاختيار بين الطاعون والكوليرا.وأردف التقرير: من السهل العثور على ناخبي ميلينشون في تولبياك، معقل الحركات الطلابية اليسارية المتطرفة منذ السبعينيات، وهم جميعًا يواجهون نفس المعضلة.وأضاف: بالنسبة للبعض منهم، التصويت لصالح ماكرون صعب للغاية. سوف يدلون بورقة اقتراع فارغة أو يبقون في منازلهم.ونقل عن إنزو البالغ من العمر 19 عامًا، والذي صوّت لصالح ميلينشون بسبب مقترحاته بشأن البيئة، قوله: لا أريد أن أتخذ قرارًا يتعارض مع قناعاتي في أول انتخابات لي. سأمتنع. أرفض إعطاء تصويتي لليمين المتطرف أو لماكرون. إنها الطريقة الوحيدة لجعل استيائي مسموعًا.وأردف التقرير: ظهرت روح التحدي يوم الخميس الماضي، عندما احتل الطلاب اليساريون المعارضون لكل من ماكرون ولوبان جامعة السوربون ومعهد باريس للدراسات السياسية.واستطرد: من بين جميع الفئات العمرية، يعتبر الامتناع عن التصويت أعلى بين الشباب الفرنسي. أكثر من 40% في الجولة الأولى من الانتخابات. لكن ميلينشون أثبت أنه أنجح مرشح في إقناع الشباب بالإدلاء بأصواتهم. تظهر استطلاعات الرأي أن 36% من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 صوّتوا لميلينشون، وأن من الصعب العثور على مؤيدي حركة «فرنسا لا تنحني» بين الناخبين الأكبر سنًا، الذين فضّلوا إلى حد كبير ماكرون عليه.ومضى التقرير يقول: على الرغم من كونه أصغر مرشح ونأى بنفسه عن الأحزاب التقليدية، فقد فشل ماكرون حتى الآن في كسب دعم الناخبين الشباب، لا سيما في أحياء الطبقة العاملة.ونقل عن لاندري نغانغ، وهو ناشط يبلغ من العمر 22 عامًا من سان دوني، قوله: مشروع إيمانويل ماكرون يعود إلى القرن العشرين. إن النيوليبرالية لا تتحدث إلى الشباب. شرحنا لهم مشروعنا حول التحرر والبيئة وإعادة توزيع الثروة. الشباب مهتم بهذه القضايا، وليس في أن يصبحوا أصحاب الملايين كما يأمل إيمانويل ماكرون.
مشاركة :