يهدد شلل قطاع النفط في ليبيا بخسارة البلد الملايين من الدولارات يوميا وهو ما قد يعمق المشاكل الاقتصادية بشكل أكبر في ظل الانسداد السياسي. وقال المكتب الإعلامي للمؤسسة الوطنية للنفط الحكومية الأربعاء في بيان إن “ليبيا تخسر حاليا أكثر من 550 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط بسبب الحصار المضروب على حقول ومرافئ تصدير رئيسية”. وفي ضوء الأسعار الحالية في أسواق النفط العالمية فإن الخسائر التقديرية اليومية لليبيا جراء توقف عمليات الإنتاج في الحقول وتوقف عمليات التصدير تصل في المتوسط إلى 57 مليون دولار. مصطفى صنع الله: علينا الحفاظ على تدفق النفط للاستفادة من الأسعار وتسببت تحركات موالين لرئيس الحكومة فتحي باشاغا في جنوب وشرق ليبيا بسبب مطالب سياسية في إعلان المؤسسة حالة القوة القاهرة على الإنتاج من عدة حقول ومرافئ رئيسية في الأيام الأخيرة. وتوقف عمل أول الحقول الأحد الماضي وتبعته أخرى الاثنين والثلاثاء الماضيين. والاثنين الماضي حذرت المؤسسة من بدء “موجة مؤلمة من الإغلاقات” بعد إعلانها حالة القوة القاهرة في ما يتعلق ببعض من إنتاجها وصادراتها بعد أن وسعت قوات في الشرق حصارها للمنشآت النفطية بسبب أزمة سياسية. وقالت إنها لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية لتسليم النفط من ميناء الزويتينة أو من حقل الشرارة أكبر حقولها بعد أن أوقفت الإنتاج من حقل الفيل. ومع شح المعروض في أسواق الطاقة العالمية بالفعل بسبب الأزمة الأوكرانية وضعت المزيد من الخسائر في إنتاج ليبيا، الذي بلغ مؤخرا 1.2 مليون برميل يوميا في المتوسط، ضغوطا إضافية على الأسعار التي بلغت 113 دولارا. وقالت المؤسسة الحكومية في بيان “جاءت هذه التوقفات بسبب دخول مجموعة من الأفراد إلى ميناء الزويتينة ومنعت المستخدمين (العاملين) من الاستمرار في مباشرة الصادرات الأمر الذي جعل من تنفيذ المؤسسة لالتزاماتها التعاقدية أمرا مستحيلا”. وتريد الجماعات الموالية لباشاغا تنظيم احتجاجات عند منشآت النفط كورقة ضغط لدفع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة على التنحي. وجاء في البيان “اضطر العاملون بشركات الزويتينة ومليتة والسرير والخليج الأحد الموافق للسابع عشر من أبريل 2022 إلى إيقاف شامل وتدريجي للإنتاج”، في إشارة إلى وحداتها التي تُصدر عبر ميناء الزويتينة. وأكدت أن إغلاق المنشآت سيؤثر على “إنتاج الكهرباء بمحطات الزويتينة وشمال بنغازي جزئيا، علاوة على أن نقص المكثفات سيؤدي إلى نقص إمدادات غاز الطهي” في شرق البلاد. وقال رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله “نحث عموم الشعب الليبي على تكوين رأي عام محلي يهدف للحفاظ على تدفق النفط للأسواق العالمية والاستفادة من طفرة الأسعار الحالية”. Thumbnail وتعرض إنتاج النفط الليبي لعمليات إغلاق متكررة خلال عقد شابته الفوضى منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بحكم معمر القذافي، وتوقف الإنتاج بالكامل لعدة أشهر خلال القتال في عام 2020. وانهارت العملية السياسية مرة أخرى هذا العام بعد انهيار الانتخابات التي كانت مقررة في ديسمبر الماضي، وتحرك برلمان شرق البلاد لتعيين حكومة جديدة برئاسة باشاغا. ورفضت حكومة الدبيبة، التي عُينت قبل عام من خلال عملية قادتها الأمم المتحدة، التنحي ولا تزال موجودة في العاصمة طرابلس مما يهدد بعودة القتال أو الانقسام بين الفصائل المتناحرة في البلاد. وقال المتظاهرون في الزويتينة في بيان عبر رابط فيديو نشر الأحد الماضي إنهم سيوقفون الإنتاج حتى يترك الدبيبة منصبه، وطالبوا بإقالة صنع الله بعد أن حولت المؤسسة عائدات النفط إلى مصرف ليبيا المركزي. وذكرت وزارة المالية في حكومة الدبيبة أن المؤسسة الوطنية للنفط حولت ستة مليارات دولار من عائدات النفط إلى حسابها في البنك المركزي الخميس الماضي.
مشاركة :