أكدت دولة الإمارات على أهمية تكثيف الجهود لتخفيف التوترات وتشجيع الحوار والحيلولة دون تفاقم الخلافات بين الطوائف في كوسوفو من جهة، وبين كوسوفو وصربيا من جهة أخرى، لاسيما في ظل الصراع المتأجج والأوضاع الحالية في أوروبا والتي تُلْقي بظلالِها على المنطقة بأسرها، بما في ذلك منطقة البلقان. وشددت، في بيان أدلى به وفد الدولة الدائم لدى مجلس الأمن في جلسة بشأن كوسوفو، على ضرورة التذكير بأنّه مرّ أكثر من عقدين على انتهاء حربٍ مدمرة في هذه المنطقة، جرى خلالها إحراز تقدمٍ مهم وملموس في سبيل تحقيق المصالحة، وهو ما يستوجب عدم السماح بحدوث أي تراجع في هذه الجهود نتيجة للاضطرابات الأخيرة في أوروبا. وقالت الإمارات، في البيان: «نشجع على العمل نحو استكمال الحوار بين كوسوفو وصربيا، بتيسير من الاتحاد الأوروبي، والتوصل لتقارب في المواقف بين الطرفين»، مشددة في هذا الصدد على ضرورة ألا تُقَوّض التوترات الحالية الجهود المبذولة نحو إحلال السلام والاستقرار. كما شجعت الطرفين على العمل للعودة إلى طاولة المفاوضات، فَتَبَنّي الحوار يعتبر السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة بينهما. وأثنت الدولة على الجهود المستمرة في ترسيخ قِيَم التسامح والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع في كوسوفو، منوّهة في هذا السياق بأهمية التصدي لخطاب الكراهية ومنع انتشاره، خصوصاً عبرَ وسائل التواصل الاجتماعي من أجل بناء مجتمعات سلمية وآمنة ومزدهرة في المنطقة. وقالت: «ينبغي هنا النظر في تعزيز أُطُر التعايش السلمي من خلال تكثيف التواصل بين المجموعات العرقية والدينية في كوسوفو، بما في ذلك من خلال الجهود التي تبذُلُها بعثة الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإقليمية أو مؤسسات المجتمع المدني». وبحسب البيان، ترى دولة الإمارات أهمية دعم جهود مشاركة المرأة بشكلٍ كامل وهادف في أي حوارات لحل الخلافات بين طوائف كوسوفو، وكذلك بالنسبة لأي حوارات بين الطرفين. وأشادت بدور الفريق المتعدد الأطراف الَمعني بالأمن والشؤون الجنسانية في كوسوفو على دعمِهِ لدور المرأة، وجهود الفريق لتعزيز الُمكتسبات التي حققتها المرأة في كوسوفو. كما أكدت أهمية مشاركة المرأة بشكلٍ فعّال في العملية السياسية، مشيدة بالتقدم المحرز في كوسوفو في هذا الاتجاه. وقالت: «إن مشاركة المرأة ضرورية لضمان أنْ تعكس أي اتفاقات بين الطرفين الشواغل في المجتمعين بشكلٍ أشمل، فذلك سيُساهِم أيضاً في وضع أساسٍ قوي لتحقيق سلامٍ مستدام». وأكدت على أنه ينبغي مواصلة دعم الدور المهم الذي تلعَبُهُ الأمم المتحدة في كوسوفو، حيث تقوم بمجموعة من الأنشطة والمشاريع التي تدعم المؤسسات الحكومية، كما تقوم بمبادرات قيّمة نحو بناء الثقة بين الطوائف الدينية والعرقية، بما في ذلك من خلال المنبر الافتراضي «مِنْبَر كوسوفو لبناء الثقة»، والتمكين الاقتصادي، ودعم البحث عن الأشخاص المفقودين. وفي ختام البيان، شددت الإمارات على أن الأوضاع الجيوسياسية المستعصية في أوروبا تحتّم مضاعفة الجهود نحو حل الخلافات بين كوسوفو وصربيا، وضمان معالجة كافة المسائل بشكلٍ سلمي ومستدام، بما يحقق الأمن والاستقرار للدولتين والمنطقة ككل، ويُرسي أساساً قوياً يمنع استفحال الخلافات في البلقان.
مشاركة :