"نداء الرعاة".. تقليد سويدي يتردد صداه حتى اليونسكو

  • 4/22/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ترغب السويدية جيني تيدرمان - أوستربرغ في إبقاء موسيقى الـ"كولنينغ" التقليدية القديمة المعروفة بنداء الرعاة حيّة، إذ تستدعي قطيعا من البقر من خلال نغمات جاذبة وغريبة في آن تؤدّيها بصوت عال ورفيع عبر مكبرات الصوت، وهو تقليد تسعى السويد لإدراجه على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي. وسرعان ما ترى جيني الأبقار ترعى بين الأشجار والأجراس ترنّ حول أعناقها على مشارف غابات مقاطعة دالارنا التي تمثّل معقل الهوية السويدية في وسط البلاد. واتخذت حكومة الدولة الاسكندينافية خلال الشتاء قرارا بتقديم طلب إلى اليونسكو لإدراج مزارعها الجبلية الريفية الصيفية حيث نشأت هذه الأغاني التقليدية، في قائمة المنظمة للتراث غير المادي. وكان المزارعون، وغالبيتهم من النساء، يأخذون الأبقار والماعز لترعى خلال الصيف، ولمنعها من أكل المحاصيل في الأراضي الصالحة للزراعة، كانوا يؤدون الـ"كولينغ"، وهي أنشودة اسكندنافية يعود تاريخها إلى العصور الوسطى. موسيقى الـ"كولنينغ" تلقت دفعة من شركة "ديزني" وذلك بجعلها معروفة عالميا من خلال إبرازها في فيلم "فروزن 2" عام 2019 وتلقت هذه الموسيقى دفعة من شركة "ديزني" إذ ساهمت الأخيرة في جعلها معروفة عالميا من خلال إبرازها في فيلم "فروزن 2" عام 2019. وبدأ شغف جيني تيدرمان - أوستربرغ بالموسيقى في سن مبكرة جدا إذ كانت مهووسة بالأوبرا ثم بموسيقى البانك، لكنّ الأمور اتّخذت منحى جديدا للباحثة الأكاديمية بعدما سمعت موسيقى الـ"كولنينغ" للمرة الأولى. وتقول "عندما أدّيت الكولنينغ للمرة الأولى راودني شعور بالانتماء"، مضيفة "قررت أن تصبح مهمتي في الحياة جعل الكولنينغ وتقاليد المزارع الصيفية الأخرى معروفة". ولا يزال عدد قليل من مزارعي هذه المزارع يلجأون إلى الـ"كولنينغ". وفي ظل شعبيتها المتزايدة، تؤدَّى حاليا موسيقى الـ”كولنينغ” التي تفتقد إلى الكلمات وتتطلب نبرة صوت رفيعة، كنوع فنّي وتُقام حفلات موسيقية تضمّ هذه الموسيقى في البلد كلّه. إلى ذلك، تقدّم مدارس مرموقة متخصصة في الموسيقى ومدرّسين خاصين دروسا في الـ"كولنينغ". ويجتمع عدد قليل من الطالبات من أعمار مختلفة لحضور أحد دروس تعلّم الـ"كولنينغ" في الكلية الملكية للموسيقى في ستوكهولم. وتتعلّم كل طالبة منهنّ كيف تؤدّي بصوت مرتفع كما كانت تفعل النساء في الماضي ليصبح صوتها مسموعا على بُعد كيلومترات عدة. وتقول سوزان روزنبرغ، وهي أستاذة ومغنية تؤدي اللون الشعبي أطلقت هذه الدورة "يرغب الناس في تعلّم الكولنينغ لأنّ هنالك شيئا مثيرا للاهتمام في استخدام الصوت بهذه الطريقة القوية". وتضمّ المجموعة التي تدرّبها سوزان طالبات أهدافهنّ مختلفة بدءا من "مغنية أوبرا ترغب في تعلّم تقنيات جديدة في استخدام الصوت" وصولا إلى "امرأة تودّ الاستفادة من تقنيات صوتها لتنادي أولادها في المنزل"، بحسب ما توضح الأستاذة ممازحة.

مشاركة :