اتسعت دائرة الخلافات الروسية التركية في سورية بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع السورية، على الرغم من أن كلاً من روسيا وتركيا من الدول الراعية لاتفاقيات خفض التصعيد أو ما يعرف باتفاق أستانة. وخلال اليومين الماضيين صعد سلاح الجو الروسي من هجماته على مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة، فيما تم استهداف عربة عسكرية تركية بصواريخ مجهولة، على مقربة من مناطق قوات سورية الديموقراطية (قسد)، ما اعتبره محللون غطاءً روسياً من أجل ضرب المواقع التركية في شمال غرب سورية. التصعيد الروسي بدأ منذ أيام وبلغ ذروته أمس (الإثنين)، إذ قصفت الطائرات الروسية أطراف منطقة دارة عزة شمال غربي حلب، وطالت الغارات أطراف قرية بازبهر وموقع برج حيدر، وحلقت الطائرات الحربية والاستطلاع على ارتفاعات متوسطة وعالية في سماء المناطق التي تنتشر فيها قواعد الجيش التركي بريف إدلب. وعلى إثر التصعيد الروسي في الأراضي السورية، وبالتزامن مع سيطرة الجيش الروسي على مناطق جديدة في أوكرانيا، أعلنت أنقرة إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الروسية لتخفيف التصعيد في شمال غربي سورية وأوكرانيا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: أغلقنا المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية الروسية وحتى أمام الطائرات المدنية المتجهة إلى سورية وتحمل جنوداً، في مؤشر ملحوظ على اتساع الفجوة الروسية التركية، سواء فيما بتعلق بأوكرانيا أو سورية. مراقبون في الداخل السوري، أكدوا أن القصف الروسي على مناطق المعارضة السورية المسلحة بمثابة استفزاز للجانب التركي، حيث تتوزع المقرات التركية على مقربة من المناطق التي يستهدفها سلاح الجو الروسي، فيما بدأت خطوط التماس بين المعارضة والجيش السوري تشهد تحركات غير مسبوقة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :