تختلف العادات والتقاليد بين الشعوب في إستقبال شهر رمضان المبارك والإستعداد له وكيفية قضاء أوقاته المميزة بروحانية خاصة ، ولكن رغم الإختلاف في تلك الطقوس ، تشابهنا وإتفقنا على حبنا وتقديرنا وإحتفائتا بهذا الشهر الفضيل أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات. رمضان في بيتنا يطرق باب الدكتورة فاطمة الزهراء إبراهيم من السودان لتلقي الضوء على الإحتفاء برمضان من خلال لقائي معها رمضان في بيتنا. . في البداية نود أن تعرفينا بنفسك .. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم رمضان كريم علي الجميع نسأل الله أن يوفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال ويتقبل من الجميع. انا فاطمة الزهراء ابراهيم سعيد من السودان الحبيب أستاذ مساعد بجامعة المغتربين معهد دراسات الهجرة واللجوء والتنمية مدير إدارة التدريب وبناء القدرات والاستشارات دكتوراه علم نفس اجتماعي. . إذا ذكرت كلمة رمضان ماذا يخطر في بالك ؟ .. يخطر على بالي اولاً الحديث الشريف في فضل رمضان والصيام كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وانا اجزي به يخطر ببالي التراحم والبركة وهو شهر مميز لأنه موسم تنوع العبادات فيه من صوم وصلاة فرض ونفل وصدقة والتراويح والقيام والقنوت والدعاء وختم القرآن في كل مساجد الدنيا الشعور بذلك الجو الروحاني الذي نتزود منه لعام كامل هبة من الله طمأنينة تشعرك بقرب الله منك وأيضا الصدقات وافطار الصائم وأصوات مدافع الإفطار والمسحراتي وتلاوة القرآن وأصوات المأذن وترقب ليلة القدر تلك الليلة التي ينتظرها الكل ، لنرفع فيها أمنياتنا ودعواتنا لله عز وجل متيقنين من الإجابة لإيماننا القاطع بأنه رب كريم رحيم نجد فيه الصحة الجسدية والنفسية السمو الروحي. . ماهي إستعداداتكم في البيت قبل دخول شهر رمضان المبارك ؟ .. لكل شعب عاداته وتقاليده وان تشابهت تلك العادات والتقاليد في عمومها لاشك تختلف في بعض تفاصيلها حسب البيئة والموارد والظروف التي تعيشها تلك الشعوب في بلدانها فهناك طقوس رمضانية في كل بلد لها طابعها الخاص ونكهات المميزة تجعلك تتعرف على كل بلد من خلالها نستعد لشهر رمضان بتجهز بعض المواد الغذائية التي تكفي لشهر رمضان وتجهيزات المشروبات المحلية ذات خصوصية سودانية مثال مشروب عصير الحلو مر أو الابري وهو معروف عند المجتمع السوداني وأيضا بعض الأواني الخاصة برمضان لاستيعاب الزوار وغيرها. . لكل بيت طقوس وعادات وتقاليد يقومون بها يومياً خلال شهر رمضان المبارك حدثنا عنها. .. في رمضان اليوم فيه بركة ومتسع يكفي لعمل كل التزاماتنا يتم توزيع المهام من صنع طعام ومشروبات عصاير وتجهيز المائدة داخل البيت هذا من ناحية ومن ناحية تهيئة الجو الروحاني بسماع القرآن وتبادل الأحاديث التى تحفز على فعل الخير وزيارة الأقارب ومشاهدة بعض البرامج الرمضانية . . رمضان يحب اللمّة هل تجتمعون في رمضان مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران أم تفضلون البقاء في البيت ؟ .. من أجمل الفرص اجتماع الأهل أو الأقارب والأصدقاء ورالسودانيين الرجال يخرجون بطعامهم إلى خارج المنزل فيبسطون الفرش ويمدون الموائد في قارعة الطريق حتى يجتمع عدد من المارة وابن السبيل والمحتاج أو الجيران فيتناولون الإفطار جماعة وهذا يرسخ التكافل الاجتماعي والتراحم فيحظى المارة بالطعام الوفير ويحظى صاحب الطعام بالأجر والثواب من الله. . مالفرق بين رمضان اليوم ورمضان الأمس من وجهة نظرك ؟ .. الصوم هو الصوم ورمضان هو رمضان لم يختلف ولكن اختلفت العادات حسب الحداثة والظروف المعيشية ونسبة لانشغال الناس باعمالهم لم يعد كما السابق ولكن يظل رمضان هو رمضان. . عادة أو تقليد كان في رمضان سابقاً ترجو أن يكون في زمننا الحاضر ؟ .. من العادات الجميلة القيمة في السابق المسحراتي الذي كان يطوف في الطرقات لايقاظ الناس للتسحر ، الآن البعض يواصل الليل بنهار ولايحتاج للمسحراتي وأيضا اجراس المنبهات تيقظك دون أن تعتمد على المسحراتي رغم ان بعض أهل القرى والريف لازالو يعتمدون عليه في الايقاظ للسحور ومن العادات القديمة عادة عندنا في السودان خصيصا تسمي الرحمتاتمشتقة من الرحمة يقال المقصود من الكلمة اي الرحمة تأتي أو الرحمات تأتي و قد لايعرفها جيل اليوم ولم يسمعو بها نسبة لتغير الحياة المتسارع مع تطورها بفعل الحياة الحديثة والعولمة وهي عبارة عن طعام يقدم للأطفال الخميس الأخير من شهر رمضان ليلة الحمعة وتسمي الجمعة الفضيلة في السابق كان بعض الناس يذبحون الذبائح ويطبخ ما يسمى بالفتة اي الثريد مع الأرز والخبز ويوزع على الأطفال والفقراء وطلاب خلوات حفظة القرآن الكريم في دورهم التي يقيمون فيها والمساجد وايضا في المستشفيات وكان الأطفال يطوفون البيوت ويطرقون الأبواب وهم يرددون بعض العبارات ويدعون للاموات تحدبدا فيقدم لهم الطعام ومشروب التمر المنقوع وشراب الحلو مر وهذة العادة أشبه بعادة القريقعان أو القرنقشوه في الخليج العربي ولكن بلهجة ولمسة سودانية محلية اما الآن فهي في طريقها للاندثار، جيل اليوم لايعرفها. . عادة إيجابية جديدة استحدثت في رمضان ولاقت إستحسانكم وتودون إستمرارها ؟ ..في عصرنا الحالي تم تنظيم العادات واصبحت مبادرات وهناك مؤسسات تعني بإعداد موارد الافطار مثال الجمعيات الخيرية والمنظمات التطوعية واصبحت تنظم افطارات جماعية لآلاف الناس في الطرقات وفي بعض أماكن التجمعات لمجموعات كبيرة وايضا إعداد سلة الصائم بكميات كبيرة توزع على المساكين والمحتاجين كنوع من التكافل الاجتماعي وهي عادة اتمنى ان تستمر ويتم تحديثها كل مرة لتصل الخدمة لأكبر عدد ممكن. . هل ينطبق على بيتكم مقولة (رمضان في بيتنا أحلا ) ؟ ..لاشك رمضان في بيتنا له طعم خاص بكل تفاصيلة الروحية والاجتماعية والغذائية والترفيهية ولكن مع الأهل والأقارب والمعارف في مجموعات احلى واجمل وأبرك. . كلمة أو دعوة بمناسبة رمضان .. نسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يرزقنا التقوى وأن يجمع شمل وشتات المسلمون في كل بقاع الأرض ويوحد كلمتهم ويقوي شوكتهم ويبسط بينهم التراحم والمحبة والتكافل و أن يكتبنا من عتقاء الشهر الفضيل وبعيدة علينا سنين عديدة ونحن في صحة ووحدة وزيادة وسعادة وعبادة وكل عام وأنتم للخير بخير.
مشاركة :