مع قرب إعلان موازنة الدولة للعام المالي الجديد، وفي ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة فرضتها متغيّرات دولية وإقليمية عديدة متشابكة، وبالغة التعقيد، ومع استمرار انخفاض أسعار النفط، قد يكون من الضروري استدعاء التاريخ. «الاقتصاد» قامت باستدعاء أول ميزانية موحدة لجميع المناطق في المملكة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ والتي صدرت عام 1365هـ/1945م وبلغت حوالي 173 مليون ريال. ويلاحظ المراقبون أن موازنات المملكة ومواردها شهدت ـ منذ عهد الملك عبدالعزيز العديد من التذبذبات، فيما ظل النفط المصدر الرئيسي للدخل، منذ إعلان أول موازنة عامة للدولة، قبل 84 عاما، عندما وضعت السعودية موازنَتَها بصورة منهجية، لأول مرّة. وخلال هذه السنوات تطورت مراحل إعداد الميزانية وإجراءاتها تبعا للمراحل التي مرّ بها التنظيم الإداري للسعودية ونمو مواردها المالية، وسجلت ميزانية الدولة عام 1350هـ/1931م، وهي أول موازنة للمملكة ـ الحجازية والنجدية ـ وملحقاتها، مبلغا قدره 106.442.544 قرشا أميريا «9.677.049 ريالا» ـ الريال العربي يساوي أحد عشر قرشا أميريا ـ في حين بلغت ميزانية الدولة للعام الماضي 855 مليار ريال. وذكرت «الاقتصاد» أن المعلومات التاريخية عن التنظيم المالي وتطوره في عهد الملك المؤسس، تشير إلى أن التنظيمات المالية التي أحدثها الملك عبدالعزيز كانت تتطور جنباً إلى جنب مع تطور التنظيمات الإدارية، نظرا للعلاقة الوطيدة بينهما. وقد استفاد الملك عبدالعزيز من الأسس التنظيمية التي وجدها في الحجاز التي تعد أكثر المناطق تقدما من حيث تطور التنظيمات المالية، فضلا عن انفتاح المنطقة على العالم الخارجي، ولمكانة الحجاز الدينية. وقد مثل ذلك بداية انطلاقة الملك في تنظيمات البلاد المالية التي بدأت بعد انضمام الحجاز وانتهت بتوحيد نظم وتنظيم الدوائر المالية في السعودية بعد ربع قرن من بداية أول تنظيم اتخذ للدوائر المالية على أساس أن أول تنظيم مالي اتخذ في الحجاز كان عام 1344هـ/1925، وأول ميزانية موحدة لجميع مناطق المملكة صدرت عام 1365هـ/1945.
مشاركة :