شهدت منطقة الحدود الشمالية ( عرعر ) خلال اليومين الماضيين موجة غضب عارمة واستياء كبير بين أوساط الأهالي وسكان الأحياء التي لم تغذى حتى الآن بشبكة المياه ، بسبب أزمة شح المياه وارتفاع أسعار صهاريج بيع المياه ( الوايتات ) بشكل ملحوظا . حيث استغل وافدون تأخر شركة المياه الوطنية (بمدينة عرعر) عن توفير المياه عبر الشبكة لبعض الأحياء في رفع أسعار الصهاريج بطريقة مبالغ فيها عن سعرها الرسمي ، وتراوحت الأسعار مابين 150 إلى 200 ريال “للوايت الواحد” ، مما أدى إلى ظهور أزمة مياه خلال هذه الفترة ، تزامنناً مع دخول فصل الصيف واشتداد الحرارة ، بعد استغلال العمالة الوافدة وتجار الأزمات غياب دور الرقابة من قبل الجهات المختصة . بدورها صحيفة «الرآية» الإلكترونية قامت بجولة ميدانية لترصد واقع السوق السوداء والآلية التي تتبعها بعض العمالة الوافدة في بيع المياه عبر الصهاريج بالرغم من صدور تسعيرة محددة من قبل شركة المياه الوطنية بقيمة ( 95 ) ريالاً للصهريج الواحد . كما كشفت الجولة وجود قصور وخلل من قبل المتعهد بسقيا وجلب المياه لمنازل المواطنين ، وانتهاج ملاك الآبار الارتوازية وأصحاب صهاريج المياه أساليب التحايل على النظام وابتزاز المواطنين من خلال رفع الأسعار التي حددتها (وزارة المياه) فيما يتعلق بقيمة حمولة الصهريج من الآبار ، وكذلك سعر بيعها على المواطنين الراغبين ، لاسيما وأن نصيب المواطن بالحصول على كمية الماء بالكاد تكفي حاجته ، الأمر الذي يضطر البعض إلى شراء الماء على حسابة الخاص بسعر مضاعف ، وبشكل مغاير عن ماحددته فرع ( وزارة المياه ) بمدينة عرعر للمتعهد بواقع ( 95 ) ريال لسعر حمولة الصهريج الواحد . وبحسب إفادة بعض سكان الأحياء المتضرره التي إلتقتهم ( عدسة الصحيفة ) ، فإن تحديد السعر يتم بعشوائية شديدة من قبل العمالة الوافدة المسؤولة عن توزيع المياه ، ويتعللون برفع السعر في الغالب ببعد أو قرب المسافة من الأشياب . مؤكدين على إلى أن غياب دور جهة الإختصاص ممثلاً بفرع (وزارة المياه) بالمنطقة وعدم الرقابة ومتابعة تلك التجاوزات التي تُفرض على المواطن دون وجه حق من تلك الفئات من تجار بيع صهاريج المياه أدى إلى إرتفاع الأسعار عما كانت عليه ليصبح سعر صهريج الماء هذه الأيام من ( 95 ) إلى ( 150 ) !!! . بدورهم أكد أصحاب الصهاريج أن الارتفاع الحاد في سعر المياه له مبررات أهمها أن مصادر مياه الآبار الارتوازية القريبة قد نضبت ، مما نتج عن ذلك شح في المياه ، فيما علل آخرون أن الأسباب تعود لكثرة أعداد الصهاريج والانتظار لساعات طويلة من أجل جلب الماء لحمولة الصهريج. وختم سكان الأحياء المتضرره حديثهم لصحيفة «الرآية» الإلكترونية بوضع حد للسوق السوداء وسرعة توفير المياه ، والتدخل لضبط عمليات بيع صهاريج المياه بعد ارتفاع أسعارها ، ماوضعهم في مساومة سائقي الصهاريج على السعر ، مطالبين في الوقت نفسه الشركة الوطنية للمياه بتنظيم ومراقبة ومتابعة تلك الصهاريج حتى وصولها للعملاء دون تأخير أو تسويف . الجدير بالذكر حذرت الشركة الوطنية للمياه في وقت سابق من استغلال البعض حاجة سكان الأحياء التي لم تصلها إمدادات المياه برفع أسعار الصهاريج ، ومن التعامل مع سائقي الصهاريج المجاورة للأشياب والذين يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه مؤكدة أنه في حال ثبوت ذلك فإن لديها إجراءات بالغة الصرامة تبدأ بغرامة مالية وانتهاء بسقفها الأعلى بإخراج الصهريج من الخدمة بشكل نهائي . كما دعت المواطنين للإبلاغ عن أي صهريج مخالف ، بتصوير لوحة الصهريج وإرسالها للشركة عبر موقعها الرسمي .
مشاركة :