مع حنينها إلى الشخصيات التي ترعرعت على مشاهدتها خلال شهر رمضان في طفولتها، أنشأت مصممة الديكور المصرية يسرا عبدالرحمن ركنا صغيرا مزخرفا حيث يمكن للمعجبين التقاط صور واستعادة ذكريات الأيام الذهبية للتلفزيون المصري أو ما تسميه يسرا برمضان الزمن الجميل. يقع الركن الفني في مجمع مطاعم بالقاهرة، حيث استخدمت المصممة دعائم لإعادة إنشاء جهاز تلفزيون قديم مكتمل بمقابض ونوافذ تُفتح لتكشف عن شخصيات عبارة عن قطع خشبية. وجذبت شخصيات بالحجم الطبيعي لمشاهير الفنانين المصريين مثل شريهان وسمير غانم وفؤاد المهندس الزوار الذين حرصوا على التقاط صور مع مجسماتهم. وعادة ما تحظى المسلسلات التلفزيونية المصرية بشعبية خلال شهر رمضان. وفي الماضي، حيث لم تكن هناك فضائيات ولا قنوات عديدة، كانت معظم الأعمال تركز على الموسيقى والفوازير والإضحاك. يسرا استخدمت التلفزيونات القديمة وعرضت بها "تترات" لمسلسلات وفوازير وبرامج رمضانية قديمة وقالت يسرا “لعشقي لنجوم زمن الفن الجميل وعمالقة الفن وذكريات الطفولة، بدأت أوظف الشخصيات الهامة التي نُحتت في ذاكرتي لتكون جزءا من الديكور الخاص بمناسباتنا، فمثلا في رمضان صممت ديكور فؤاد المهندس وشريهان ونيللي في الخاطبة، وسمير غانم في فطوطة، وفي العيد اخترت صفاء أبوالسعود، وفي شم النسيم سعاد حسني وهكذا بدأت أربط كل مناسباتنا بأبرز نجوم الفن، وقدمت أيضا النجوم الذين يقدمون لنا البسمة مثل عادل إمام وإسعاد يونس”. واستخدمت يسرا أيضاً التلفزيونات القديمة وعرضت بها “تترات” لمسلسلات وفوازير وبرامج رمضانية قديمة. وقبل سنوات، عندما كانت يسرا تعيش خارج مصر وتشعر بحنين إلى الوطن، كانت أشرطة الفيديو والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية الشهيرة التي يرسلها لها والدها من القاهرة هي الشيء الوحيد الذي يجعلها تشعر بالقرب من الوطن على حد قولها. وقالت يسرا “أنا أحب الرسم منذ صغري وأول مسابقة اشتركت فيها كان عمري وقتها 10 سنوات ورسمت فيها شخصيات لديزني وكسبت رحلة إلى والت ديزني في باريس لكنني لم أسافر بسبب الظروف المادية”. وعن رحلتها مع عالم الديكور أكدت يسرا “عندما كبرت خططت لدخول كلية الفنون الجميلة، لكن موظفة في مكتب التنسيق أضاعت ملفي وضاع مني امتحان القدرات لينتهي بي المطاف في كلية الزراعة وهناك بدأت شغل الديكور على مسرح الكلية وبقيت لمدة 4 سنوات مسؤولة عن ذلك”. الزوار أشادوا بالركن الفني موضحين أن الأعمال التلفزيونية القديمة لم تكن للترفيه فقط، لكنها كانت للتعليم أيضا وأضافت “بعد تخرجي واجهت واقع أنه من الصعب أن أشتغل في مجال الديكور بشهادة زراعية، فاضطررت للعمل بمقابل مادي غير مجز لكنني اكتسبت خبرة خلال سبع سنوات في الأشغال اليدوية والإكسسوارات والشموع وتنسيق الهدايا وصنع الستائر والجداريات ونحت المجسمات إلى أن استخدمت لأول مرة خامة الفوم الملون، وهي الخامة التي تخصصت فيها وطورتها”. ولفتت إلى أن ديكوراتها “تتميز بضخامة الحجم، فالقطعة الواحدة تبدأ من نصف متر إلى ثلاثة أمتار والتحدي بالنسبة إلي أن أقدم كل ما هو غير تقليدي ومبهر في نفس الوقت”. وبدأت مصممة الديكور ركنها الفني عام 2015 بعد أن عادت إلى مصر وصنعت شخصيات بشعر مستعار وربطات عنق وأثواب. وقالت يسرا عن أنواع الخامات التي تستخدمها في تصميماتها “لا أعتمد نوعا واحدا من الخامات، فعلى سبيل المثال أستخدم الفوم الملون والأحجار والعقيق وشعر عرائس والجينز”. وأضافت “أقوم برسم التصميم أولا على الفوم الملون، ثم أضيف خامات أخرى كثيرة كالخشب والحديد في المجسمات الكبيرة لأضمن ثباتها، بجانب الملابس والإكسسوارات المضافة للشخصية والباروكة وكل التفاصيل”. وأشاد الزوار بالركن الفني موضحين أن الأعمال التلفزيونية القديمة لم تكن للترفيه فقط، لكنها كانت للتعليم أيضا. من هؤلاء الزائر المصري شادي جورج الذي قال “تعلمنا أشياء كثيرة جدا، فهؤلاء النجوم كانوا يقدمون لنا فنا راقيا، فن يعلم الأجيال كيف تدير حياتها وتتواصل مع مختلف شرائح المجتمع وتتعامل معهم بأدب واحترام، حقيقة كان الفن جميلا جدا”.
مشاركة :