وخير جليس في هذا الزمان جوال!!

  • 4/29/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نستذكر أبيات للشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي قال فيها: (أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ).. المتنبي الذي توفي قبل أكثر من ألف سنة من الآن لو قدر له أن يرى الوضع الراهن لحالنا اليوم لأصيب بصدمة عصبية عندما استبدل ملايين البشر قراءة الكتب المفيدة بتصفح الشاشة الصغيرة لهواتفهم المتنقلة يبحثون عن المتعة والترفيه وعن أي شيء يملأ وقت الفراغ الطويل، لقد تطورت مسيرة الهاتف الجوال من مجرد جهاز صغير في الجيب مهمته الأساسية محادثة الآخرين فقط إلى جهاز محمول تستطيع من خلاله مطالعة الصحف والإذاعة والتلفزيون وتنفيذ كل معاملاتك المالية وسواها، لقد أصبحت تلك الشاشات الصغيرة ملاصقة لحياتنا اليومية، فبات أول ما تلتقطه أيدينا عندما نستيقظ، وبات آخر ما نودعه عندما ننام. لقد أصبحنا مكبلين بتطبيقات لا حصر لها، ومعزولين بمنصات تواصل اجتماعي أخذت منا أكثر مما أعطت، فتغير أسلوب حياتنا بشكل كبير في ظل وجود العالم الافتراضي الواسع، وأصبحت الكتب مهجورة على الرغم أنها المصدر الأول والأساسي للمعرفة في جميع مجالات الحياة بعد أن كان الكتاب صديق الإنسان قبل ظهور التكنولوجيا، ولكن تجد من يعتبر الهاتف الذكي أفضل الطرق للقضاء على وقت الفراغ، الذي يعتبرونه من أكثر الأوقات مللا وكآبة، والبعض يؤكد أن مكانة الكتاب في زمن الهواتف الذكية والإنترنت تدهورت كثيراً، مشيرين أن متابعة يوميات الحياة تعتمد بشكل أساسي على التلفزيون والموبايل والإنترنت، فضلا عن الخدمات التثقيفية التي يمكن أن تقدمها هذه الوسائل، وأصبحت عملية متابعة الكتب شيئًا من الماضي بالنسبة للكثير من الناس، يجب أن نعترف أن الكتاب في زمن الهواتف الذكية تغير في ظل الثورة التقنية وعالم التكنولوجيا، فلم يعد أحدًا يهتم بوجود مكتبة في منزله، لأن الهاتف الذكي أغناه عن آلاف الكتب والمراجع، إذ تستطيع أن تكون لديك ملايين الكتب عبر المواقع ومحركات البحث بلمح البصر. وبالعودة إلى واقعنا مع الأجهزة الذكية فقد باتت حتى الحكومات والمؤسسات تخاطب الناس من خلالها بكل الوسائل وفي كل شؤون الحياة، كما باتت الهواتف الذكية أقوى أدوات الاتصال بين البشر، والوصول إلى العملاء إذا كنت تاجراً، لقد احتلت التقنية الحديثة مساحة كبيرة من حياة الناس، أدت لانقراض الكتب والصحف الورقية، وتراجعت أعداد طبعاتها، حتى أن صحفًا عالمية في أنحاء العالم لم تعد تصدر إلا رقميًا. أحمد العمري @ahmedyanbu

مشاركة :