وديان (4 أعوام) وفهد (سنتان)، طفلان برماويان يسألان صباح مساء عن الأب والأم الغائبين، صدى تساؤلاتهما البريئة يرتد كالخنجر إلى صدور ذويهما كونهم يعلمون أن والديهما لا يمكن أن يعودا بعد أن اغتالتهما رصاصات غادرة في جريمة شهدتها محافظة الطائف وعرفت بـ«جريمة السيل الكبير». تساؤلات وديان وفهد تجاوز صداها حدود المنزل الذي يضمهما ليصل إلى الحاكم الإداري الأمير خالد الفيصل، الذي تفاعل مع قضيتهما في موقف إنساني يجسد قمة المسؤولية، موجها بتصحيح أوضاع الأسرة، في إطار المشروع الإنساني الحضاري الكبير الذي تبنته المملكة بتصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية ومنحهم إقامات تخولهم العمل بطريقة نظامية. توجيه الأمير جاء عقب تقدم كفيل الأب (القتيل) الشاب عبدالعزيز برماوي، بطلب لأمير منطقة مكة المكرمة بتصحيح أوضاع الطفلين (ولدا في المملكة) وذويهما ليتمكنا من مراجعة المستشفيات بشكل نظامي. من جانبها، أنهت جوازات محافظة الطائف، الإجراءات اللازمة وأعادت المعاملة إلى إمارة المنطقة لاستكمال الإجراءات النظامية للتصحيح. وأوضح العميد خالد بن رداد الحارثي مدير جوازات محافظة الطائف، أن إدارته عملت فور صدور توجيهات مدير جوازات منطقة مكة المكرمة اللواء خلف الله الطويرقي، المبنية على توجيهات الأمير خالد الفيصل، على إنهاء المطلوب وتم تحويل المعاملة إلى إمارة منطقة مكة المكرمة لإكمال اللزم في لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية. وتعود أحداث جريمة السيل الكبير إلى الشهر الماضي، حيث أطلق الجاني رصاصات قاتلة على عبدالعزيز وزوجته منيرة، إضافة إلى خال الجاني وجدته (أم والده)، فيما أصيبت سيدة أخرى، قبل أن يتوجه إلى محافظة جدة ويسلم نفسه لشرطة المحافظة. ويقيم الطفلان وديان وفهد حاليا في محافظة المندق بالباحة لدى أحد أقربائهما، بينما لا زالت والدة القتيل وشقيقته في ضيافة فاعل خير في إحدى الشقق المفروشة في مركز السيل. وعن رعاية الطفلين، كشف الشيخ عبدالله معروف رئيس الجالية البرماوية لـ«عكاظ»، عن تنازع أسرتي الأب والأم القتيلين، وكل منهما ترى أنها الأحق برعاية اليتيمين. مضيفا: نحن نتواصل حاليا مع وزارة الشؤون الاجتماعية للتوفيق بين الأسرتين، حيث تتعلق هذه المسائل بالحضانة والولاية، فالحضانة تنتقل لأم الأب، وتكون الولاية للخال لعدم وجود العم الولي، فيما أم وأخت القتيل لا ترغبان في أن تكون الولاية للخال.
مشاركة :