* ليس ثمة ما هو أسوأ من الإهمال إلا تبريره ، خصوصاً إن كان التبرير يقوم على استغلال الحس الديني عند الناس كمسوّغٍ للتقصير في العمل ! * لدينا محترفون في هذا المجال ، يستطيعون إقناعك مهما كان حجم الضرر الواقع عليك أن تقنع من الغنيمة بالإياب ، وأن ( تحمد ربك ) أن الأمور توقفت عند هذا الحد، وأن (تبوس يدك وش وظهر ) بحسب تعبير أشقائنا المصريين لأن غيرك تعرض لما هو أسوأ ! . * في إحدى المستشفيات العامة ( وهي بالمناسبة المكان الأمثل لقياس مدى تحليك بالصبر والحكمة ) يتكأكأ الأطباء على مريض فقد أسنانه بسبب خطأ (طبيب التخدير) ، طالبين أن يحمد ربه ( إنها جات على قد كذا ) !! . يغرقونه بالآيات القرآنية والأمثال والحكم (فزعةً) لزميلهم المخطئ .. يستجمع المسكين شجاعته ليقول بغصة وعجب : لكنها كانت عملية عيون ولاعلاقة لها بالأسنان !! .. فينهره أكبرهم : إنها مشيئة الله ،هل ستكفر ؟ ! * غير بعيد من المشهد ، وفي إدارة خدمية ، يطلب موظف مهمل - تسبب في تعطيل معاملة مواطن شهوراً دونما عذر مقبول- أن « يحمد المواطن ربه ، فهو بالتأكيد ( رضيّ والدين ) لأن غيره من المواطنين لازال ينتظر إنجاز معاملته منذ سنوات، وكأنه يقول : (ترى اصفطك معهم ) !! . * منطق عجيب ، وخلط أعجب بين القدر والإهمال ، و مقاييس فاسدة لاتقارن الخطأ بالصواب ،بل بخطأ أكبر، مستغلة فطرة الناس الإيمانية للتعمية وذر الرماد في العيون .. الأمر الذي يؤكد حاجتنا الماسة لزيادة جرعات التوعية في الحقوق والواجبات .وهو دور تتقاسمه وزارتا الثقافة والتربية مناصفة * أتمنى أن لا يخرج علينا مسئول من احدى الوزارتين ليقول : احمدوا ربكم غيركم ما يعرف كوعه من بوعه! Twitter: @m_albeladi m.albiladi@gmail.com