• لم يكن الأستاذ أحمد عيد بحاجة للمزيد من سخط وحنق واتهامات الجماهير الرياضية؛ حتى يخرج على الناس (نصراويهم وهلاليهم واتحاديهم وشبابيهم) متوشحاً شعار النادي الأهلي، وذارفاً الدموع فرحاً بانتصاره (المستحق) بالدوري!. وبعيداً عن أحقية الأهلي التي لا يختلف عليها اثنان؛ وعدم حاجته لـ(عواطف) رئيس الاتحاد السعودي، فإنني لم أستطع أن أفهم ما هي الحكمة من وراء هذه الشطحة (التي جابت العيد في شعبان)، والتي عززت حيرتي (القديمة) من حب بعض المسؤولين لخلق المشاكل لأنفسهم، وتساؤلي (الأقدم): لماذا يصر بعضهم على استفزاز الناس، وكأنه يتحداهم؟!. • كلنا نعرف أن أحمد عيد أحد كبار لاعبي الأهلي ورؤسائه السابقين، وهذا من أسباب وصوله لرئاسة الاتحاد، لكن هذه المراحل كان من الواجب تجاوزها بعقلانية ومهنية، خصوصاً بعد أن أصبح مستأمناً على حقوق كل أندية الوطن، وخصوصاً أيضاً أنه ابن هذا الوسط ويعرف جيداً حساسيته وحروبه وشكوكه التي لا تنتهي. • يمكن تقبل ظهور رئيس أي اتحاد بشعار ناديه في أي مناسبة خارج الإطار الرياضي، أو حتى في احتفالية خاصة بالنادي الفائز، لكن أن يظهر (كمشجع) في ختام أكبر مسابقة يقيمها الاتحاد نفسه بين كل الأندية، فهذا أمر غير عادل ولا مقبول.. ولو قال أحد أن هذا تقليد تفعله معظم القيادات الرياضية العالمية التي قد تتزين أحياناً بأعلام بلدانها، فسأقول بأن ذاك نوع من الوطنية التي تمارس خارج الديار، بعيداً عن دوائر الميول المحلية الضيقة واحتكاكاتها الوعرة. • عندما كان المنتخب السعودي ضمن العشرين فريقاً الأوائل على مستوى العالم، كان في سدّة رئاسة الاتحاد حينها رجل لم يعرف أحد -حتى اليوم- ما هي ميوله الرياضية، ولا فريقه المفضل، الحديث هنا عن الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله، الذي كان يقف على نفس المسافة من جميع أنديتنا السعودية، التي تسيّدت في زمنه الجميل أكبر قارات العالم، وأنجبت نجوم منتخبات 84- 94 التي لن تنسى. • من المهم أن يتقن المسؤول فنون إدارة الأزمات وإطفائها.. لكن الأهم هو أن يتقن عدم إشعالها أصلاً!. m.albiladi@gmail.com
مشاركة :