ما جاء من أسماء الأشياء - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هل لاحظتم أن حديث العامة (اللغة الدارجة) تضم عجائب حوارية غريبة، فإن أتينا على ذكر الحمار لابد أن نُتبع المفردة بعبارة "أكرمك الله" أو "تَكْرَمْ" أو "يكرمون السامعين" أو "الله يعزّك" ولا نقول تلك العبارات عن القردة والخنازير مثلا وهي موصوفة بالخسة؟! والأدبيات تعتقد أن بني آدم ظلم هذا الحيوان الصبور، وقد عُرف بصبره عبر تاريخ البشرية فى الركوب والأحمال والحراثة والسقيا وتحميله ما لا يطيق. هل لاحظتم كثرة صفات الغباء التي يُطلقها البشر على بعضهم فإذا غضب شخص من آخر قال: يا حمار أو: أنت حمار؟ ولعل عزاء الحمير أنها ذكرت كثيرا في الأدب والشعر، وقبل ذلك في القرآن الكريم (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة)، (كمثل الحمار يحمل أسفارا)، وصحيح أن القرآن الكريم ذكر أن صوتها هو أنكر الأصوات. آتي إلى موضوع آخر ألا وهو تحقير الحذاء (النعال) فعند ذكره لابد من إتباعه بعبارة "الله يعزّك". وتأتي أدبياتنا الشعبية بعكس ذلك. فهو (الحذاء) رفيق الدروب الطويلة والمسافات الوعرة، ومن القصائد نقرأ حضور الحذاء حتى تساوى في الميزان مع الزاد والماء، خذوا هذين البيتين من قصيدة: يا وجودي وجد ركبٍ بْداويّه من لهيب القيظ حاديهم اللال. روّحوا واقفوا مع الحزم رجليّه لا صميل ولا زهابٍ ولا نْعال. وقد أنصف الحذاءَ شاعر عراقي أخيرا، حين حشره في التعبير عن موقف سياسي فقال: عن الحذاءِ تريدُ اليومَ قافيةً أنْ لا تقلَّ على مدْحِ السّلاطينِ تالله ما كان هذا قطُّ في خَلَدي لكنّني سأقولُ الشِّعرَ من حيني هذا الحذاءُ سيبقى خالداً أبداً كتالدِ المجْدِ من شُمِّ العرانينِ فما صنائعُ قومي في صنائعهِ؟ بما له من شمُوخٍ في الميامينِ كأنَّما العزُّ معقودٌ بربطته والفخر في كعبهِ رحب الميادينِ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :