المعارضون السوريون يجتمعون في الرياض اليوم لتوحيد صفوفهم

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل توافد المدعوين من أطياف المعارضة السورية إلى الرياض أمس الثلثاء (8 ديسمبر/ كانون الأول 2015) للشروع في مؤتمر دعت إليه السعودية لتوحيد صفوف هذه المعارضة بمختلف مكوناتها السياسية والعسكرية تمهيداً لمفاوضات محتملة مع النظام، في مهمة غير محسومة النتائج. وإضافة إلى التباينات بين أطراف المعارضة حول عناوين مرتبطة بأسس حل النزاع المستمر منذ أكثر من أربعة أعوام، يبرز امتناع مدعوين عن الحضور، إضافة إلى احتجاج أبرز حزب سياسي ممثل للأكراد عن عدم دعوته، وتنظيمه مؤتمراً موازياً أمس (الثلثاء) في شمال سورية. ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج. ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني. بدأ المدعوون بالوصول تباعاً إلى العاصمة السعودية منذ الإثنين. وسيكون الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية صاحب الحصة الأكبر من الدعوات، مع قرابة 20 شخصاً من أصل إجمالي المدعوين الذي يقارب المئة. وعقد عدد من المعارضين أمس (الثلثاء) اجتماعات تمهيدية غير رسمية حضر جانباً منها دبلوماسيون غربيون وروس، في فندق «إنتركونتيننتال» بالرياض، والذي أحاطته أجهزة الأمن السعودية بإجراءات أمنية مشددة، شملت انتشار عناصرها والتفتيش باستخدام الكلاب البوليسية، ومنع دخول من لا يحمل تصريحاً. وأفاد مصدر مشارك في اللقاءات التحضيرية أن النقاشات التي ستبدأ صباح اليوم (الأربعاء)، ستبحث في مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد لمفاوضات محتملة مع النظام. وستعقد جلسات متواصلة ليومين مدة كل منها ساعة ونصف ساعة، يتوقع أن يصدر بعدها بيان ختامي. وتوقع عضو الائتلاف، سمير نشار أن يواجه المؤتمر «مهمة صعبة» في التوصل لرؤية موحدة، خصوصاً لجهة الاتفاق على دور الرئيس بشار الأسد في أي مرحلة انتقالية. وقال نشار الإثنين إن النقاش «ليس بالسهولة بأن يحل في يومين». وأعلنت السعودية السبت توجيه الدعوة لحضور المؤتمر تماشياً مع اتفاق فيينا. وعلى رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الدول المشاركة إلى اجتماع مقبل في نيويورك في 18 ديسمبر، تريثت موسكو أمس (الثلثاء) في إعلان مشاركتها. وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا «نظراً إلى الطريقة التي تتقدم فيها الأمور، نعتقد أن من السابق لأوانه الإعلان عن استعدادنا لتلبية الدعوة». وكانت السعودية أعلنت دعوتها إلى مؤتمر الرياض «كافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة»، بهدف «حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية». وبحسب مصادر معارضة وصحف سعودية، شملت الدعوة، إضافة إلى الائتلاف، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المقبولة من النظام، وشخصيات من «مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. كما دعي ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة «إرهابية»، كالجبهة الجنوبية و»جيش الإسلام» وحركة أحرار الشام الإسلامية. وأكد «جيش الإسلام» مشاركة عضوين في مكتبه السياسي بمؤتمر الرياض، في حين لم تعلق «أحرار الشام» على تداول اسمها. إلا أن الدعوة استثنت حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب التابعة له، إحدى أبرز المجموعات المسلحة في الشمال السوري والتي خاضت مواجهات على جبهات عدة ضد تنظيم «داعش». وعقد الأكراد مؤتمراً أمس (الثلثاء) و اليوم (الأربعاء) في مدينة المالكية بمحافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سورية. وقال عضو اللجنة التحضيرية سيهانوك ديبو إن أحزاباً كردية وعربية ستشارك في المؤتمر، مؤكداً أن الأكراد لم «يتقصدوا» تزامنه مع مؤتمر الرياض. ومن المشاركين في مؤتمر الشمال السوري، هيئة التنسيق الوطنية، وتيار «قمح» (قيم مواطنة حقوق) برئاسة هيثم مناع الذي اعتذر عن المشاركة في مؤتمر الرياض. وقال مناع لـ «فرانس برس» إنه لن يشارك في مؤتمر السعودية لأنه «لم يستجب مع أمور حذرنا منها»، لا سيما دعوة حركة أحرار الشام التي تقاتل جنباً إلى جنب مع «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة»، تحت لواء «جيش الفتح». وأبدى مناع «تشاؤمه» من نجاح مؤتمر الرياض، معتبراً أنه سيكون «حقل الغام وقنابل عنقودية، وكل عناصر الانفجار موجودة فيه». تسهيلات سعودية إلا أن مصادر أخرى في المعارضة قللت من أهمية هذه الاعتراضات على المؤتمر. وقال نائب رئيس الائتلاف الوطني، هشام مروة «أنا متفائل بوجود العسكر ومعظم السياسيين. هذه هي المعارضة الحقيقية (...) الغائبون عدد قليل لا يؤثر في المعادلة». ورغم التباينات، تبدو الرياض عازمة على توحيد صفوف معارضة تجاذبتها لأعوام خلافاتها الداخلية، وصراعات نفوذ الأطراف الداعمين لها. وأكد مصدر سعودي السبت أن المملكة «ستوفر كل التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها وبشكل مستقل والخروج بموقف موحد». ويرى الباحث الزائر في معهد بروكينغز الدوحة، تشارلز ليستر أن المملكة «تهدف ليس فقط إلى جمع إطار واسع من المعارضة، بل أيضاً الذهاب بعض الشيء إلى تشكيل وفد معارض مفاوض»، مضيفاً أن أحد الأهداف المضمرة للمؤتمر «هو محاولة تشكيل هيكلية موحدة بين الائتلاف السياسي المعارض المعترف به والمعارضة المسلحة ككل». ويضيف «نظرياً، فكرة مؤتمر جامع للمعارضة هي منطقية وضرورية. إلا أن احتمال النجاح يعتمد على من يستضيف ويسهل هذا المؤتمر، ومن هم المدعوون إليه وعددهم». جدول الأعمال وستبحث في اليوم الأول بنود تشمل «الثوابت الوطنية للتسوية، مفهوم التسوية السياسية، العملية التفاوضية، والمرحلة الانتقالية»، على أن يركز اليوم الثاني على «الإرهاب، وقف إطلاق النار، وإعادة بناء سورية»، بحسب المصدر المطلع على جدول الأعمال المبدئي. ويتوقع أن يصدر في نهاية المؤتمر، بيان ختامي.

مشاركة :