جنيف 2 مايو 2022 (شينخوا) قال المصرفي السويسري فيورنزو مانجانيلو في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاقتصاد الصيني يتمتع بإمكانيات ومرونة ممتازتين، مؤكدا أن أساسيات الاقتصاد الصيني على المدى الطويل لا تزال جذابة للمستثمرين. وذكرت صحيفة ((فاينينشال تايمز)) البريطانية مؤخرا أن العديد من البنوك الاستثمارية الدولية تنفذ خططا طموحة لتوسيع أعمالها في شانغهاي، ولن تثنيها تدابير الوقاية والسيطرة الحالية ضد كوفيد-19 في المدينة. ووفقا لمانجانيلو، المؤسس المشارك في ليان غروب، وهي شركة متخصصة في الاستثمار المباشر في أوروبا، فإن خطط التوسع هذه تثبت أن الصين لا تزال تعتبر واحدة من أكثر الاقتصادات مرونة في العالم خلال الوباء، وأن إمكانات نموها المستقبلية لا تزال أقوى من معظم الاقتصادات الرئيسية الأخرى. وقال مانجانيلو إن الكفاءة الاقتصادية للصين قد تحسنت بشكل ملحوظ وأن الطلب المحلي والعالمي على السلع الصينية قوي. وأوضح مانجانيلو، الذي شغل سابقا منصب نائب رئيس بنك بروفيل دي جيستون السويسري الخاص، إن الصين يمكنها تحمل المخاطر والضغوط الهبوطية ولديها الثقة لتحقيق الاستقرار في سوق الاقتصاد الكلي. ووفقا للمصرفي، فإن الاقتصاد الصيني يتعرض لضغوط هبوطية فيما يتعلق بميزان المدفوعات الدولي والإيرادات المالية والإنفاق، لكن أساسه الاقتصادي لا يزال متينا، مشيرا إلى تعافي إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية والقيمة الصناعية المضافة، وهما العاملان الرئيسيان الداعمان للنمو الاقتصادي، بشكل أفضل من المتوقع. في الوقت نفسه، أكد أن الصين تواصل تحسين بيئتها الاستثمارية وتحريرها. وأشار المصرفي إلى أن الصين في السنوات الأخيرة أصدرت قانون الاستثمار الأجنبي وأنشأت آلية للشكوى للمؤسسات ذات الاستثمار الأجنبي ونظام خدمة للاستثمار الأجنبي. وقال إن هذه الإجراءات السياسية تحمي الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب وتشجعهم على دخول السوق الصينية، مضيفا أن مساحة الوصول إلى الأسواق الصينية آخذة في الاتساع، وقد تم رفع القيود المفروضة على الصناعة التحويلية بشكل أساسي. وأضاف مانجانيلو أن الصين تعزز الاستثمار في البنية التحتية على نطاق واسع وتقوم ببناء نظام لوجيستي آمن وفعال، مؤكدا أن البنية التحتية اللوجستية تعتبر ركيزة أساسية للصين لبناء ميزة تنافسية في السلسلة الصناعية العالمية، مما سيعزز التنمية الاقتصادية بشكل كبير. واعتقد المصرفي أن الطاقة الجديدة، والنقل بالسكك الحديدية، والتصنيع الذكي، والروبوتات، والرقائق، والصناعة الفاخرة للأدوات الدقيقة ستكون محور التنمية المستقبلية للصين والمجالات التي تستحق اهتمام المستثمرين. ووفقا لمانجانيلو، فإن استقرار وكفاءة الحكومة الصينية هما مفتاح حل العديد من المشاكل الاقتصادية، قائلا إن سعي الصين على سبيل المثال لتحقيق الرخاء المشترك ملتزم بسد الفجوة في الدخل وتعزيز المجموعة ذات الدخل المتوسط، مما سيساعد في جعل الصين سوقا عالميا رئيسيا. وأردف أن "الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر تاجر للسلع في العالم، وحلقة مهمة في سلسلة القيمة العالمية"، مضيفا أن استقرار الاقتصاد الصيني مهم للغاية للمستثمرين العالميين. ويعتقد مانجانيلو أن الدولة الآسيوية ستواصل تعزيز العولمة والتكامل الاقتصادي الإقليمي، قائلا إن "اتفاقيات مثل الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ، والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، ومبادرة الحزام والطريق، تمثل محركات قوية لتعافي الاقتصاد العالمي".