الصحف العربية الصادرة الأربعاء النتائج المتوقعة لمؤتمر الرياض الذي يجمع فصائل المعارضة السورية في محاولة للتوصل لحل للأزمة السورية، قبيل جولة جديدة من المفاوضات المزمع انعقادها في واشنطن. وانقسمت الصحف ما بين متفائل بجدوى الاجتماع وأثره في إمكانية الوصول إلى حل سلمي للأزمة وبين معترض على اختيار السعودية مكانا للاجتماع. كذلك تناولت الصحف تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الأخيرة المعادية للمسلمين والتي قال فيها إنه ينبغي منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة . إنقاذ سوريا أعربت عدة صحف عن أهمية مؤتمر السعودية وأهمية توحيد صف المعارضة من أجل مستقبل سوريا. وكتب مطلق بن سعود المطيري في الرياض السعودية قائلا: اجتماع المعارضة السورية الوطنية العسكرية والسياسية في الرياض الهدف منه توحيد رؤى قوى المعارضة تحت عنوان وطني واحد هو إزالة حكم بشار الأسد وإتاحة الفرصة أمام الشعب السوري لاختيار الحكومة التي تمثله في المرحلة القادمة. وأضاف الكاتب: المعارضة السورية أمام تحديات خطيرة ولكن تجاوزها ليس بالأمر المستحيل، هذا الاجتماع يتطلب تشكيل شيء يقترب من شبه الحكومة المؤقتة، وليس تشكيل فريق تفاوضي ينحل مع أول عقبة تفاوضية. وشددت جريدة البيان الإماراتية في افتتاحيتها على أهمية المؤتمر، فقالت: الحقيقة والواقع يفرضان على المعارضة السورية التوافق والتنسيق، وإلا فالخسارة للجميع، وليس من المطلوب التوافق على كل التفاصيل، بل على الأقل أن يخرج المجتمعون في الرياض باتفاق مبدئي على الثوابت، وعلى توحيد التمثيل الدولي للمعارضة السورية، ولو نجح لقاء الرياض في تحقيق هاتين النتيجتين فسيكون بمثابة إنجاز جيد، يمهد لإنجازات أكبر في مسيرة توحيد المعارضة، وإنقاذ سوريا الوطن. من جانبه، حذر راجح الخوري في النهار اللبنانية من وجود جهود ساعية لإفشال المؤتمر، قائلا: ليس خافياً هنا أن إيران التي حاولت أن تفخخ مؤتمر فيينا الأخير تسعى جاهدة إلى إبقاء الانقسامات بين المعارضين السوريين، بما يساعد النظام على الاستمرار في الزعم أن ليست هناك من معارضة وإنما مجموعات من الإرهابيين. وفي الغد الأردنية، كتب فهد الخيطان قائلا أن لقاء الرياض يعد الفرصة الأخيرة أمام المعارضة السورية لتعريف نفسها وإثبات وجودها، وإلا فإن العالم لن يكترث بأمرها في المستقبل. وأضاف الكاتب: فشل المجتمعين في الاتفاق على وثيقة سياسية مشتركة، ووفد موحد للجلوس على طاولة المفاوضات، يعني أن لا وجود لشريك للمجتمع الدولي غير النظام. فشل قبل أن يبدأ وعلى جانب آخر، أعرب علي نصر الله في صحيفة البعث السورية عن رفضه للقاء، قائلا: مهما كان شكل منتج الرياض، فإن كل التقديرات تشير إلى أنه سيحمل بداخله أكثر من فتيل للتفجير، ذلك أن المعارضين المطروحين في البورصة لن يقبلوا به ولن يجمعوا عليه، فضلاً عن أن الأطراف الإقليمية والدولية لن تقبل ولن تجمع، وغني عن التوضيح أنه في هذه الحالة ستكون النتيجة لا شيء غير الصفر. كذلك أتى مقال عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية في السياق ذاته، فقال الكاتب: فشل مؤتمر الرياض قبل أن يبدأ، والسبب أن مكوناً رئيساً من مكونات المعارضة والمجتمع السوري، لم يدع إليه، كما غابت عنه شخصيات سورية وازنة من نوع قدري جميل وهيثم مناع. وقال جهاد المنسي في الغد الأردنية: اليوم يبدأ اجتماع الرياض لما يعرف بالمعارضة السورية، التي يفترض أن تكون معتدلة ويفترض أن تكون كل الأطراف قد دعيت من دون تغييب لطرف دون آخر، ومن دون أن يكون لأي أحد حق وضع فيتو على أي طرف سوري معارض معتدل، أو أن يكون أساس الدعوة للحضور نابعا من ولاءات الأطراف الحاضرة لهذه الدولة أو تلك، فوعاء معارضة الرياض يجب أن يكون للجميع بلا استثناء. ترامب العنصري وعلق عدد من كتاب المقال أيضا على تصريحات الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل، دونالد ترامب، الأخيرة التي دعا فيها إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وكتب ابراهيم عبد المجيد القيسي مقالاً في الدستور الأردنية تحت عنوان ترامب العنصري، قال فيه: لسنا وحدنا من نعاني من المتخلفين والمتطرفين، بل هناك اليمين في أمريكا، وسائر دول الغرب والشرق، هؤلاء الذين إن كنا سنعذرهم يوما عن تطرفهم وكرههم للمسلمين، سنقول بأنهم لا يعلمون، لكن عدم علمهم ليس عذرا، ما دامت دساتير بلدانهم ديمقراطية... لكن ماذا نقول إن كان المتحدث مرشحا عن حزب جمهوري كبير في أمريكا لتولي زمام قيادة أمريكا ومن خلفها العالم؟!.. هذا لا شك موقف محرج لأمريكا ولكل السياسيين الذين لم يعلنوا تلوثهم بعد، وانحيازهم الأعمى لمعاداة العرب والاسلام، اجترارا لخطاب العنصرية والتمييز وبث لغة الحقد والكراهية. وأضاف الكاتب: كلمات ترامب المرشح الجمهوري الأمريكي لخلافة أوباما، التي دعا فيها لمنع المسلمين من دخول أمريكا، تصريحات عنصرية متطرفة تزيد من تشوه الوجه الأمريكي. وفي النهار اللبنانية، قارنت موناليزا فريحة بين ترامب في الولايات المتحدة من جانب ورئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرفة، مارين لوبان. فقالت الكاتبه: ليس ترامب بالخطر الذي تمثله لوبان، أقله حتى الآن. التأييد له ليس كبيراً استناداً إلى استطلاعات الرأي. وخلافاً لزعيمة الجبهة الوطنية ليس ثمة حزب يقف وراءه. لكن في زمن تستبيح الذئاب المنفردة والوحوش الكاسرة الساحات من بيروت إلى باريس ومن سان برناردينو إلى لندن، تبدو كل الاحتمالات واردة وتتزايد فرص هؤلاء الوصوليين والمتهورين في تحقيق غاياتهم والوصول إلى السلطة.
مشاركة :