يُعتبر كعك العيد أحد أهم ضيوف المائدة العربية في أيام عيد الفطر المبارك، ومظهر أساسي من مظاهر الاحتفال به، ولا تكتمل بهجة عيد الفطر بدونه حتى أصبح عادة لا يمكن التخلى عنها. وبحسب البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة، على الرغم من وجود حلويات أخرى للعيد؛ فنجد البسكويت والبيتي فور والغريبة والمنين وخلافه، إلا أن كحك العيد يتربع دائماً على موائد المنازل ويقدم ترحيباً بالزائرين في العيد، سواء كان مصنوع منزلياً أو تم شراؤه من المحلات. فقد اعتادت البيوت ألا تستقبل عيد الفطر إلا في وجود الكعك. كعك العيد وتجمع العائلة لصنعه سيدات العائلة يقمن بنقش الكحك- الصورة من موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة وعن صُنع الكعك فقد جرت العادة أن تجتمع العائلة في العشر الأواخر من رمضان بأحد بيوت الأقارب أو الأصحاب لعمل كعك العيد، والأطفال أيضاً يستعدون للمشاركة في عمل الكعك فيمسكون مناقيش الكحك أو يصممون أشكالاً مميزة، خاصةً على شكل أول حرف من أسمائهم، ثم يحملونه لأقرب مخبز لخبزه، وما يلبث أن تعود صاجات الكحك من المخبز حتى يتلهف الأطفال لتذوق ما صنعوه بعد وضع السكر الناعم عليه وأخذ الواحدة تلو الأخرى في الخفاء فرحين بحلول عيد الفطر المبارك. وفي هذه الأجواء، سنتعرف عن أصل الكحك، ولماذا ارتبط بعيد الفطر المبارك؟ كعك العيد .. تاريخ يرجع إلى الفراعنة يرجع تاريخ صناعة كعك العيد إلى عهد قدماء المصـريين، والذي سُمى في عهدهم باسم القرص، وقد ارتبط وجوده لديهم أيضاً بالاحتفالات والأعياد الدينية، وقد شهدت جدران معابد طيبة ومنف الفرعونية على صناعة الكحك تفصيلياً وخاصة مقابر (رخمي–رع) من الأسرة الثامنة عشرة، حيث ذكرت الرسوم أن عسل النحل كان يخلط بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها، ومن ثم يرص على ألواح ويوضع في الأفران أو يتم قلي بعضها في السمن أو الزيت. تطور كحك العيد والحشو بالدنانير كحك العيد- الصورة من موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة وقد استمر تداول وخبز الكعك في العصر الإسلامي، فنجده في عهد الطولونيين- 868م لسنة 904م– حيث اشتهرت صناعته في عيد الفطر المبارك، وقد صنع في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل و اشكر "، وتم حشوه في عهد الإخشيديين بالدنانير الذهبية، والتي كانت تقدم إلى الفقراء على مائدة طولها 200 متر وعرضها 7 أمتار، أما العهد الفاطمي فكان الخليفة يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر، فكانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب؛ لملء مخازن السلطان به حتى يتمكن من توزيعه بنفسه على مائدة بلغت طولها 1350 متراً وتحمل 60 صنفاً من الكعك والغريِّبة، وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز. ومن أشهر صُناع الكحك في ذلك العصر كانت "حافظة" والتي حمل الكعك اسمها واعتبر من يأكل منه من المحظوظين، ورغم محاولات "صلاح الدين الأيوبي" جاهداً القضاء على عادات الفاطميين إلا أنه فشل في القضاء على عادة صناعة كعك عيد الفطر وعادات الطعام عامة، ومع العصر المملوكي والعثماني تطورت صناعة الكعك مرة أخرى فقد كانوا يقدمونه للفقراء والمتصوفين على أنه صدقة. الكعك أشكال وأنواع أشكال الكعك- الصورة من موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة واستمر كعك العيد حتى عصرنا هذا، لكنه أخذ يتطور شيئاً فشيئاً، فصناع الكعك يتفننون في حشوهـ فنجد المحشو بالمكسرات، والمحشو بالعجوة، والمحشو بالملبن، والمحشو بالعجمية، والمحشو بالشيكولاتة، وهناك الخالي من أي حشو. ورغم هذا الاختلاف إلا أن جميع الأنواع لا تقدم إلا مع وضع عليها القليل من السكر الناعم المطحون لتزيد حلاوة مذاقه، حلاوة التي لا يُمكن مقاومتها.
مشاركة :