إخراج مشاهد الأحلام بعيدا عن الأفلام | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 12/10/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الإنسَانُ بلا أَحلَام مِثلُ الطَّائِرِ بلَا أَجنِحَة، لأنَّهُ يَستطيعُ أنْ يَتحرَّكَ في حدُودِ المَسَافَاتِ المَعقولَةِ، ولَكنَّهُ لَا يُحلِّقُ في فَضَاءِ الطّموحِ؛ إلاَّ بجنَاحيّ الأَمَلِ. والأحلَامُ هي زَادُ الإنسَانِ، وهي وَقودُ عَربتِهِ في الدُّنيَا، وقَد صَدَقَ الشَّاعِرُ الطغرائيُّ حِينَ قَال: أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ أَرْقُبُهَا مَا أَضْيَقَ العَيْش لَوْلاَ فُسْحَةُ الأَمَلِ إنَّ الحُلم حتَّى يَتحقَّقَ يَحتاجُ إلَى شَرطين بَسيطين، أَوّلهُما أنْ تُحدِّثَ نَفسكَ -دَائمًا- بهَذا الحُلمِ، فإذَا كُنتَ تَحلمُ بأنْ تُصبحَ رَائدَ فَضَاءٍ، عَليكَ أنْ تُحدِّثَ نَفسكَ -دَائمًا- بالصّعودِ إلَى الفَضَاءِ، حتَّى تَستجيبَ لَكَ القوَى الخَفيّةُ وغَيرُ الخَفيّةِ، أمَّا الشَّرطُ الثَّاني هو الاشتغَالُ عَلى الحُلمِ، واكتسَابُ أَدوَاتِ تَحقيقِهِ، فإذَا كُنتَ تَرغبُ في الصّعودِ إلَى الفَضَاءِ، فابْحَثْ عَن الوَسَائِلِ والمُسَاعداتِ، واهتمّ بتَاريخِ جمهوريّةِ «نَاسَا»، فرُبَّمَا يَتحقّقُ حُلمكَ يَومًا مَا..! إنَّ كَثيرًا مِن النَّاسِ كَانوا يَحلمُونَ في طفُولتهِم أَحلَامًا، ومَع الأيَّامِ تَحقَّقتْ، وسأكتفِي هُنَا بمَثلَين يُؤكِّدانِ صحّةَ هَذا الكَلَامِ، أَوّلهمَا الأخُ الرَّئيسُ «بيل كلينتون»، حَيثُ يَقولُ عَنه أُستَاذُنَا الأديبُ «أنيس منصور»: (لَا أَعرفُ كَيفَ أنَّ شَابًا عُمره 15 سَنَةً، صَافحَ الرَّئيسَ «كينيدي» في البَيتِ الأبيضِ، فأَحَسَّ فَجأةً بأنَّه سيَكونُ رَئيسًا لأمريكَا يَومًا مَا، هَذا الشَّابُ الصَّغيرُ هو «بيل كلينتون»، الذي أصبَحَ بالفِعلِ رَئيسًا لأمريكَا في التّسعينيّاتِ. عِندَما عَادَ إلَى أُمّهِ «فرجينيا كلينتون»، التي كَان عُمرُها يُناهز الـ70، ونَقَلَ إليهَا شعُورَه، قَالت الأُمُّ: هذه أُمنيّتي وأنتَ في السَّابعةِ مِن عُمركَ! ولَمَّا سَألَها: ومَا الذي جَعلكِ تُؤمنينَ بذَلكَ؟ قَالت الأُمُّ: لَا يُوجدُ سَبَبٌ وَاضِحٌ، ولَكنَّهُ صَوتٌ في أعمَاقِي يَقول لي: ابنكِ سيّدُ البَيتِ الأبيَض)..! أمَّا المِثَالُ الثَّاني، فهو شَيخُنا وأُستَاذُنَا «العقّاد»، حَيثُ يُروَى أنَّه (كَانَ يَرَى نَفسَه كَثيرًا في المَنَامِ جُنديًّا رَاكبًا حُصَانًا، وفي يَدِهِ سَيفٌ، يَضربُ قُوَّاتٍ مُعاديةً، ولَم يَجدْ إلاَّ تَفسيرًا وَاحدًا لهَذا الحُلم، وهو أنَّهُ صُورةٌ مِن طمُوحَاتِهِ، بأنْ يَكونَ مُقاتلاً، وأنْ يَنتَصرَ في النّهَايةِ، وكَانَ «العقّادُ» بالفِعلِ مُقاتلاً بالقَلَمِ في السِّيَاسَةِ والأدَبِ والنَّقدِ، وكَان لَه طمُوحٌ، وقَد تَحقّقَ هَذَا الطّموحُ)..! حَسنًا.. مَاذا بَقِي؟! بَقِي أنْ أَصرُخَ في آذَانِكم قَائلاً: يَا قَوم احلَمُوا في اللّيلِ كَما يَحلُو لَكُم، وابذلُوا قُصَارَى جهدِكم في النَّهارِ؛ لتَحقيقِ تِلكَ الأحلَامِ..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :