كُلَّما كَتبتُ عَن المَرأة مُنتقداً، أو شَارِحاً، ثَارت النِّساء في وَجهي، وتَسلّط الرِّجَال عَلى قَلمي، وكَأنَّهم "عُلَب بيبسي" مَرجوجة قَبل الفَتح..! إنَّ الحَديث عَن الأجنَاس –أَعني جِنس المَرأة وجِنس الرَّجُل- يَدخل في إطَار التَّعميم، ولا يَخصُّ فَرداً بعَينه، بَل هي مَقولات تَحكي تَجارب مُعيّنة، وتَصف حَالات مُحدَّدة، لَا يُمكن تَمريرها عَلى الجَميع، ولَكن النِّسَاء والرِّجَال -سَامحهم الله- يَأخذون الأمُور مَأخذ الحَساسية، وكَأنَّها مُوجَّهة إلَى كُلِّ وَاحدة مِنهنّ..! أكثَر مِن ذَلك، يُحاول البَعض استغلَال حُبِّي لأُمِّي الغَالية "لولوة العجلان" –حَفظها الله- قَائلين: "هَل تَرضَى أنْ يُقال هَذا الكَلَام عَن أُمّك وعَن أُختك مَثلاً"؟ ومَا عَلِمُوا أنَّ النِّساء مِثل الأصَابع؛ لَيسوا عَلى شَكلٍ وَاحِد، ومَقاسٍ وَاحِد، وتَفكيرٍ وَاحِد..! إنَّ لُغَة العمُوم لا يُمكن أن تَقصد شَخصاً بعَينه، فلَو قلتُ مَثلاً: كُلّ إنسَان سيَموت، و"فلان" إنسَان، لذَلك سيَموت.. لَا يُمكن أنْ تُحاسبني المَحكمة وتَقول إنَّني ادّعيت أنْ "فلاناً" سيَموت..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أيُّها القَوم وسّعوا حقُولكم، وكبّروا دَوائر تَفكيركم، ولا تَنظروا للأمُور بهَذه الحسَاسية، فلَو قلتُ –في مَقالٍ مَا- إنَّ الرَّجُل ضَعيف أمَام المَرأة، وأنَا رَجُل، فهَل يَعني ذَلك أنَّني ضَعيف أمَام المَرأة؟ إنَّ ذَلك لَيس صَحيحاً، ومَن يَفترض ذَلك قيَاسه سَخيف..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :