فشل المونتاج في تحسين مشاهد الزواج | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لَا تُوجد وَصفَات جَاهِزَة لتَطويع الزَّوَاج، أو تَكييف الحيَاة الزَّوجيّة، ومَن يَدَّعِ غَير ذَلك؛ فهو إمَّا كَاذِب أو سَاحِر، وهَذه اليَوميّات تُحاول تَجنُّب السّحر والكَذِب -قَدْر الإمكَان-: (الأحد) الزَّواج يَراه البَعض مَصدر آدَاب للمُجتَمع، في حِين يَراه آخرُون -وأَشْهَرهم الفَيلسُوف «بيرون»- غَير ذَلك، حَيثُ يَقول: (أيُّها الزَّواج، مَا أَشَدُّ لَعْنَتك إذَا كَانت الأيدي تُقبَّل، والقلُوب تَرفض)..! (الاثنين) الزَّواج يَتألَّف مِن عُنصرين: هُمَا الرَّجُل والمَرأة، ولَكن هَذا الزَّوَاج قَد يَنتهي إلَى مَناطق المَجهول.. ومَجاهِل نهَايَات الزَّواج كَثيرة، قَد يَكون الزَّوَاج نَفسه أَحَد أسبَابَها.. أعْلَم أنَّ هَذه فَذلكة وتَلاعُب باللُّغَة، ولَكن مَا حِيلتي والفَيلسوف «بانكنج» يَقول: (الزَّواج سَبب كَافٍ للطَّلاق)..! (الثلاثاء) بَعض الآرَاء في الزَّواج تُشبه «سَلق البيض».. إنَّها تَقول كَلَامًا لَا فَائِدة مِنه، لأنَّ الزَّواج هو البَحث عَن حلُول، في حِين أنَّ العزُوبيّة؛ هي انسحَاب مِن الحيَاة الزَّوجيّة وحلُولها، لِذَلك لَا يعجبني كَثيرًا «سَلق البيض»؛ الذي مَارسه الأديب الفرنسي «لافونتين»، حِين قَال: (إيَّاك أنْ تَتزوَّج. عِشْ عَازبًا، ثُمَّ انْصَح أبنَاءَك بذَلك)..! (الأربعاء) الحيَاة الزَّوجيّة يَجب أنْ تَبتعد عَن تَدخُّلات الآخرين، وأفضَل الأزوَاج والزَّوجَات مَن يَحلّون مَشكلاتهم بأنفسِهم، لأنَّ دَائِرة الإصلَاح إذَا اتّسعت؛ صعُبت السّيطرَة عليهَا، بَل إنَّها قَد تَضرّ الزَّوجين ولَا تَخدمهما، ولقَد فَطنت السيّدة الأديبَة «سيدني سميث» إلَى ذَلك، حَيثُ قَالت: (الزَّواج كالمَقصّ: لَا يُمكن فَصل أَحَد شَطريه عَن الآخَر، وهُمَا يَعملان في كُلِّ اتّجاه، ولَكنَّهما يُعاقِبَان مَن يَتدخّل بَينهما)..! (الخميس) الزَّواج خَيرُ تَربية، يَستطيع الإنسَان اكتسَابها مِن هَذا العَالَم، ومِن الخَطَأ أنْ نُسمِّيه مُغَامرة أو مُقَامرة، ولقَد طَرَح أَحَد الفَلَاسِفَة سُؤالاً مُهمًّا، حِين قَال: (إذَا كَان الزَّواج مُقَامرة، فلِمَاذا لَا تَمنعه السُّلطَات؟)..! (الجمعة) كَثُر الكَلَام عَن العِشق وخطُورته عَلى الزَّواج، أو خطُورة الزَّواج عَلى العِشق، فهَذا الأديب «دوماس» يَقول: (الزّوج بقَايا عَاشِق تَحطّم).. في حِين أنَّ الأديب «بول بورجيه» يَقول: (الزَّواج قَبر تُدفن فِيهِ عَواطِف الغَرَام).. ولله درّ عَجائزنا في بُـريدة، حِين أَوصَلْن هَذا المَعنى بتَعبير آخَر، بقَولهنّ: (من تزوَّج عشق خلى عيافة).. ومَعْنَى المَثَل: أنَّ مَن تَزوَّج مَعشوقته؛ طَلّقها غَير آسِف عَلى فراقِهَا..! (السبت) الزَّواج رِحْلَة مَحفوفة بالمَخَاطِر، ولَكنّه إذَا دَخَل في خَط العِشق ازدَاد خطُورة، فالزّوج يُزعج زَوجته إذَا كَان غيورًا، ويُزعجها أكثَر إذَا لَم يَكن غيورًا، لذَلك يَقول أَحَد خُبرَاء الزَّواج: (الزّوج السَّعيد هو مَن يَحتفظ بزَوجته حِين يَفقد عَشيقته)..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :