واشنطن 5 مايو 2022 (شينخوا) تحقق شركات النفط الأمريكية أرباحا كبيرة هذا العام. لكن أسعار البنزين المرتفعة بشكل قياسي تضرب محافظ المستهلكين، ولا يزال من غير المؤكد متى سيمكنهم تنفس الصعداء. -- شركات النفط تشهد أرباحا قياسية زادت أرباح شركة شيفرون الأمريكية العملاقة للنفط بواقع أكثر من أربعة أضعاف في الربع الأول من العام، حسبما ذكرت الشركة يوم الجمعة. فقد أعلنت شركة النفط العملاقة عن أرباح بلغت 6.3 مليار دولار أمريكي -- بزيادة حادة عن 1.37 مليار دولار في نفس الربع من العام الماضي. وقفزت إيرادات الشركة إلى 54.37 مليار دولار في الربع الأول مقارنة بـ32.03 مليار دولار قبل عام. وربما في علامة على الثقة في صناعة النفط، أضافت بيركشاير هاثاواي، التي يشغل المستثمر الأسطوري وارن بافيت منصب الرئيس التنفيذي لها، جزءا كبيرا من أسهم شيفرون إلى محفظتها في الربع الأول. وهذا ما جعل شيفرون رابع أكبر شركة حائزة للأسهم في بيركشاير هاثاواي. وبلغت قيمة الاستثمار 25.9 مليار دولار في نهاية مارس، وفقا لوثيق قدمتها الشركة يوم السبت. وحققت شركة النفط العملاقة إكسون موبيل أرباحا بلغت 5.5 مليار دولار في الربع الأول، حسبما أعلنت الشركة يوم الجمعة. وهذا يعادل تقريبا ضعف الأرباح مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من انخفاضها مقارنة بأرباح بلغت 8.87 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الماضي. وبدت العديد من شركات النفط مترددة في رفع مستويات الإنتاج، لأنها ليست على استعداد لزيادة الاستثمار ومن ثم تُترك لتحمل الأعباء عندما تنخفض أسعار النفط. فمن وجهة نظرها (شركات النفط)، هذا منطقي. لكن بالنسبة للعديد من المستهلكين، فإن أسعار البنزين تجعل الحياة أكثر صعوبة. -- الأمريكيون ذوو الدخل المنخفض يستشعرون معاناة أظهر استطلاع أجرته ((أيه بي سي/إيبسوس)) مؤخرا أن نصف الأمريكيين يعانون من صعوبات مالية بسبب ارتفاع أسعار البنزين، حيث أبلغ واحد من كل خمسة عن صعوبات "شديدة". ووفقا للاستطلاع، فإن الأفراد الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو أقل، أو 29 في المائة، والأقليات الأمريكية، أو 28 في المائة، هم الأكثر عرضة للصعوبات. سيكلف ارتفاع أسعار الغاز الأسرة النموذجية مبلغا إضافيا وقدره ألفي دولار سنويا، وفقا لمذكرة بحثية صدرت في مارس عن مؤسسة ((يارديني ريسيرش)). هذا علاوة على ارتفاع تكاليف الغذاء الذي يشهده الأمريكيون بسبب تسجيل أعلى معدل تضخم منذ 40 عاما. وقال واحد من كل ثلاثة بالغين إنهم قلصوا استخدام سياراتهم الشهر الماضي، حيث أشار معظمهم إلى ارتفاع أسعار البنزين، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة ((مورنينج كونسلت)). فقد ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد من الزمان، بعد بدء الصراع في أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات في أسواق النفط العالمية. كما ساهم ارتفاع الطلب في مرحلة ما بعد كوفيد وعدم كفاية الإنتاج في ارتفاع الأسعار. وحتى يوم الثلاثاء، بلغ متوسط أسعار الغاز الوطنية 4.204 دولار للغالون الواحد، بزيادة حادة عن 2.904 دولار للغالون في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وفقا لما ذكرته جمعية السيارات الأمريكية. "لا نعرف"، متى ستتراجع أسعار البنزين، هكذا قال المتحدث باسم الجمعية أندرو غروس لوكالة أنباء ((شينخوا)). وأضاف "لا نرى أي سبب لانخفاضها"، مشيرا إلى أن النفط، وهو مكون رئيسي للبنزين، يفرض ضغوطا تصاعدية كبيرة على أسعار البنزين. وقال أندرو ليبو رئيس ((ليبو أويل أسوشيتس))، وهي شرك استشارية "سنواصل زيادة إنتاجنا طوال الفترة المتبقية من هذا العام وحتى العام المقبل". ولكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت زيادة الإنتاج الأمريكي ستهدئ أسواق النفط العالمية المتقلبة وتدفع الأسعار إلى الانخفاض. ومن المتوقع أن يستمر السائقون الأمريكيون ذوو الميزانيات الثابتة، وكذلك أولئك الذين يعتمدون على السيارات لنقل أطفالهم إلى المدرسة، والذهاب للتسوق في البقالة، والتنقل إلى العمل، في الشعور بالألم جراء ارتفاع أسعار البنزين.
مشاركة :