شكرا للتجارب الأليمة التي منحتني القوة والإصرار

  • 5/11/2022
  • 09:09
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هي‭ ‬إمراة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص،‭ ‬منحتها‭ ‬تجارب‭ ‬الحياة‭ ‬الأليمة‭ ‬القوة‭ ‬والإصرار،‭ ‬فأبت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تنتصر‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬البقاء،‭ ‬وتحقيق‭ ‬طموحها،‭ ‬فكثيرا‭ ‬ما‭ ‬اعترضتها‭ ‬منحنيات‭ ‬في‭ ‬الطريق،‭ ‬لكنها‭ ‬استطاعت‭ ‬استيعابها،‭ ‬والتغلب‭ ‬عليها،‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بواقعية،‭ ‬وبعدم‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الخلف،‭ ‬حتى‭ ‬حققت‭ ‬التميز‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬مجالها،‭ ‬وتركت‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬المتألقات‭.‬ المهندسة‭ ‬والمحكمة‭ ‬شهربان‭ ‬أحمد‭ ‬شريف،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬الهندسة‭ ‬المدنية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬أركنساس‭ ‬بأمريكا،‭ ‬صاحبة‭ ‬أول‭ ‬مكتب‭ ‬رأي‭ ‬هندسي‭ ‬مرخص،‭ ‬مبدأها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬عيشها‭ ‬بإنسانية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬البغض‭ ‬أو‭ ‬الكراهية‭ ‬أو‭ ‬الانتقام،‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬داخلي،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تخطو‭ ‬خطوة‭ ‬جريئة،‭ ‬فخاطرت‭ ‬بالوظيفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مشروعها‭ ‬الخاص،‭ ‬وأسست‭ ‬مركز‭ ‬الهندسة‭ ‬الخاص‭ ‬بها،‭ ‬والذي‭ ‬تحول‭ ‬مؤخرا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬رأي‮»‬‭ ‬كأول‭ ‬مشروع‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬تمارس‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مهمة‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الهندسية‭ ‬وبكل‭ ‬براعة‭.‬ لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬ممثلة‭ ‬لجمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬بحسب‭ ‬قرار‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬لجائزة‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬للعمل‭ ‬البلدي‭ ‬لعام‭ ‬2006‭-‬2008‭. ‬كما‭ ‬حازت‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والتكريمات‭ ‬خلال‭ ‬مشوارها‭ ‬المهني‭ ‬المليء‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والابداعات‭.‬ حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬ ‭*‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟ ‭- ‬أنا‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬تضم‭ ‬خمسة‭ ‬أفراد‭ ‬وترتيبي‭ ‬الثانية‭ ‬بين‭ ‬الأبناء،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬والديَّ‭ ‬غير‭ ‬متعلمين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طموحهما‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬أبناؤهما‭ ‬أفضل‭ ‬تعليم،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تولدت‭ ‬لدي‭ ‬رغبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬والتفوق،‭ ‬وكنت‭ ‬حريصة‭ ‬دوما‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الوقت،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬إنسانة‭ ‬مسؤولة،‭ ‬وحين‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬تخرجت‭ ‬ضمن‭ ‬ثاني‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬الرياضيات‭ ‬الحديثة‭ ‬بمدارس‭ ‬البنات،‭ ‬وكنت‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مدارس‭ ‬البنات‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب،‭ ‬ولظروف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬دفعتنا‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬بأمريكا،‭ ‬وهناك‭ ‬غيرت‭ ‬تخصصي‭ ‬إلى‭ ‬الهندسة‭ ‬المدنية‭.‬ ‭*‬بعد‭ ‬العودة؟ ‭- ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬وعودتي‭ ‬إلى‭ ‬وطني‭ ‬البحرين‭ ‬عملت‭ ‬كمهندسة‭ ‬بإحدى‭ ‬الشركات،‭ ‬مدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬وحين‭ ‬شعرت‭ ‬بعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬تطور‭ ‬مهني،‭ ‬جازفت‭ ‬وخاطرت‭ ‬بالوظيفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مشروعي‭ ‬الخاص،‭ ‬حيث‭ ‬أسست‭ ‬مكتبا‭ ‬هندسيا‭ ‬عام‭ ‬88‭ ‬وإلى‭ ‬الآن،‭ ‬ولكنه‭ ‬تحول‭ ‬مؤخرا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬للرأي‮»‬‭.‬ ‭*‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬بدايات‭ ‬المشروع؟ ‭- ‬حين‭ ‬أسست‭ ‬المكتب‭ ‬الهندسي‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬أتحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات،‭ ‬وكان‭ ‬عمر‭ ‬ابني‭ ‬عاما‭ ‬فقط،‭ ‬وكانت‭ ‬عملية‭ ‬إحداث‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬المهام‭ ‬المتعددة‭ ‬صعبة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كنت‭ ‬دوما‭ ‬بقدر‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وحريصة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬أبنائي‭ ‬ورعايتهم،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬أخليت‭ ‬بواجبي‭ ‬تجاههم،‭ ‬وعشت‭ ‬صراعا‭ ‬مع‭ ‬الحياة،‭ ‬وانتصرت‭ ‬فيه‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭.‬ ‭*‬أهم‭ ‬تحدٍ‭ ‬كامرأة؟ ‭- ‬أهم‭ ‬تحد‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬كامرأة‭ ‬كان‭ ‬التسويق‭ ‬لنفسي،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬لأي‭ ‬مهندس،‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تواجهني‭ ‬أي‭ ‬عثرات‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتخلَ‭ ‬عن‭ ‬أنوثتي‭ ‬رغم‭ ‬نزولي‭ ‬مواقع‭ ‬العمل،‭ ‬وكنت‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬عملي‭ ‬بالتفاهم‭ ‬والحوار‭ ‬مع‭ ‬العاملين‭.‬ ‭*‬ولماذا‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬مشروعك‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬للرأي؟ ‭- ‬لقد‭ ‬حولت‭ ‬مشروع‭ ‬مكتب‭ ‬الهندسة‭ ‬الاستشارية‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬مكتب‭ ‬رأي،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استحداثه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لجنة‭ ‬مزاولة‭ ‬المهن‭ ‬الهندسية‭ ‬للمهندسين‭ ‬البحرينيين‭ ‬المتقاعدين‭ ‬الذين‭ ‬تزيد‭ ‬خبرتهم‭ ‬على‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تعرضي‭ ‬لحادث‭ ‬كسر‭ ‬في‭ ‬الظهر‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬سياحية،‭ ‬وهنا‭ ‬شعرت‭ ‬بضرورة‭ ‬تخفيف‭ ‬ضغوطات‭ ‬العمل‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬المرضية،‭ ‬فقررت‭ ‬إحداث‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬مشروعي،‭ ‬وهو‭ ‬مكتب‭ ‬يختص‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬هندسية،‭ ‬وإعداد‭ ‬تقرير‭ ‬مفصل‭ ‬عنها،‭ ‬كمحكم‭ ‬وخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهندسة‭ ‬المدنية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مستندات‭ ‬وثبوتات‭ ‬موثقة،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬ممتع‭ ‬للغاية،‭ ‬ومثل‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬المهني‭. ‬ ‭*‬فلسفتك‭ ‬في‭ ‬الحياة؟ ‭- ‬فلسفتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬وعدم‭ ‬رد‭ ‬أي‭ ‬إساءة‭ ‬أو‭ ‬أذى‭ ‬بالانتقام،‭ ‬بل‭ ‬بالعمل‭ ‬وإثبات‭ ‬الذات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬غرسته‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬منذ‭ ‬صغرهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعويدهم‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭.‬ ‭*‬هل‭ ‬تتعارض‭ ‬مهنة‭ ‬التحكيم‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬المرأة‭ ‬العاطفية؟ ‭- ‬شخصيا‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬تعارض‭ ‬بين‭ ‬مهنة‭ ‬التحكيم‭ ‬وطبيعة‭ ‬المرأة‭ ‬العاطفية،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاميات‭ ‬والقاضيات‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬يقمن‭ ‬بواجبهن‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬العاطفة‭ ‬في‭ ‬عملهن‭ ‬أو‭ ‬قرارهن،‭ ‬فالمرأة‭ ‬أثبتت‭ ‬وبجدارة‭ ‬أنها‭ ‬تصلح‭ ‬لشغل‭ ‬أي‭ ‬مهنة،‭ ‬وتبدع‭ ‬وتتفوق‭ ‬فيها‭. ‬ ‭*‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬نشاطك‭ ‬التطوعي؟ ‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬خانة‭ ‬الأنا‭ ‬وحب‭ ‬الذات‭ ‬وتأمين‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬إلى‭ ‬الدائرة‭ ‬الأكبر‭ ‬والأعم،‭ ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬عظيمة،‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬القناعة‭ ‬بأننا‭ ‬زوار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الواسع،‭ ‬وبأن‭ ‬عملنا‭ ‬هو‭ ‬الشاهد‭ ‬علينا،‭ ‬فالتطوع‭ ‬يتم‭ ‬بدافع‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬صراعات،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬الصور،‭ ‬فاليوم‭ ‬أصبح‭ ‬للعمل‭ ‬الخيري‭ ‬مفهوما‭ ‬أعمق‭ ‬وأشمل‭.‬ ‭*‬وما‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬الأعمق؟ ‭ - ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬وليس‭ ‬بصورة‭ ‬موسمية‭ ‬في‭ ‬المناسبات،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬نشأة‭ ‬الإنسان‭ ‬وقيمه‭ ‬التي‭ ‬تربي‭ ‬عليها،‭ ‬وشخصيا‭ ‬أنا‭ ‬ابنة‭ ‬جمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬نسائية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬منذ‭ ‬1982‭. ‬ومارست‭ ‬رسالتي‭ ‬التطوعية‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بمنتهى‭ ‬الشغف،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تكريمي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬ضمن‭ ‬تكريم‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬كرمت‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1995‭. ‬وفخورة‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬والمهم،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اهتماماتي‭ ‬الأخرى‭.‬ ‭*‬مثل‭ ‬ماذا؟ ‭- ‬أنا‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الفراشة‭ ‬للقراءة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬وهو‭ ‬يضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬هدفهن‭ ‬خلق‭ ‬مجتمع‭ ‬نسائي‭ ‬واع‭ ‬بأهمية‭ ‬القراءة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وبضرورة‭ ‬التبادل‭ ‬المعرفي،‭ ‬وأعترف‭ ‬بأنني‭ ‬كنت‭ ‬محدودة‭ ‬القراءات‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬العضوية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬بعدها‭ ‬انتعشت‭ ‬لدي‭ ‬موهبة‭ ‬القراءة‭ ‬وأصبحت‭ ‬أقرأ‭ ‬كتابا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬صقل‭ ‬الشخصية‭ ‬والإلمام‭ ‬بمختلف‭ ‬المعارف‭.‬ ‭*‬كيف‭ ‬واجهت‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا؟ ‭- ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬سلبية،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬وجه‭ ‬إيجابي‭ ‬أيضا،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬جاء‭ ‬ليمثل‭ ‬اختبار‭ ‬للأولويات‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬شخص،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ترتيبها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬غلبة‭ ‬العلم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬عداهما،‭ ‬وأهمية‭ ‬إدارة‭ ‬الوقت‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الافتراضي‭ ‬بأقل‭ ‬كلفة‭ ‬وشقاء‭.‬ ‭*‬أصعب‭ ‬محنة؟ ‭- ‬أصعب‭ ‬محنة‭ ‬واجهتها‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬كانت‭ ‬وفاة‭ ‬والدتي‭ ‬مؤخرا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إلي،‭ ‬وأشعر‭ ‬بعد‭ ‬غيابها‭ ‬أنني‭ ‬قد‭ ‬حرمت‭ ‬من‭ ‬دعواتها،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬علمتني‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬أو‭ ‬شروط،‭ ‬وتقديم‭ ‬العون‭ ‬لهم،‭ ‬والتسامح‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬محنة‭ ‬كورونا‭ ‬لتغرس‭ ‬ذلك‭ ‬بداخلنا‭ ‬جميعا،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمساعدة‭ ‬الفقراء،‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬خسروا‭ ‬الكثير‭ ‬وفقدوا‭ ‬مصدر‭ ‬رزقهم‭.‬ ‭*‬هل‭ ‬جربتِ‭ ‬معنى‭ ‬الفشل؟ ‭-‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬قرار‭ ‬مصيري‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬كان‭ ‬المجازفة‭ ‬بوظيفتي‭ ‬واطلاق‭ ‬مشروعي‭ ‬الحر،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لم‭ ‬أندم‭ ‬قط‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته،‭ ‬لأنني‭ ‬اعتدت‭ ‬دوما‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬جدولا‭ ‬لأي‭ ‬قضية‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬أحدد‭ ‬فيه‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والسلبيات،‭ ‬وعادة‭ ‬لا‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬مطلقا،‭ ‬وأستنفذ‭ ‬كل‭ ‬طاقتي‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬الأمثل‭ ‬لأي‭ ‬مشكلة،‭ ‬لذلك‭ ‬حين‭ ‬أتخذ‭ ‬القرار‭ ‬أكون‭ ‬مسؤولة‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬كل‭ ‬تداعياته،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬به،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬قط‭ ‬معنى‭ ‬الفشل،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬مررت‭ ‬بصعوبات‭ ‬تم‭ ‬تجاوزها‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭.‬ ‭*‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم؟ ‭- ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬ونجاحات،‭ ‬وما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬وامتيازات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬بفضل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وجهود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أرى‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق،‭ ‬ومازال‭ ‬المشوار‭ ‬أمامنا‭ ‬طويلا،‭ ‬فهناك‭ ‬أمور‭ ‬مصيرية‭ ‬نجاهد‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬منح‭ ‬الجنسية‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬نحصل‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الحق‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭.‬ ‭*‬حلمك‭ ‬القادم؟ ‭- ‬حلمي‭ ‬القادم‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أحفادي،‭ ‬وأستمتع‭ ‬بهم،‭ ‬وبرعايتهم،‭ ‬وأن‭ ‬أضمن‭ ‬لهم‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة‭ ‬ناجحة‭ ‬ومستقرة‭.‬

مشاركة :