مخرج موهوب في رصيده نحو تسع سنوات من الإخراج التلفزيوني وعشرات البرامج الناجحة في مجالات مختلفة منها الرياضية والاجتماعية والدينية..عشق الرياضة وبرع في إخراج برامجها فسجل أهدافاً كثيرة في شباك المهنة، أهلته لشغل منصب رئيس قسم المخرجين في تلفزيون سلطنة عمان. إنه وليد الوهيبي المخرج الذي بدأ عمله من بوابة العمل الصحفي، واثق من نفسه، ذكي وشغوف، وبفضل جهوده وصل إلى ما هو عليه اليوم. عن مشواره والمهنة كان لنا معه هذا الحوار.. } حدثنا عن المرحلة الأولى من دراستك للإعلام وعملك في مجال الصحافة المكتوبة قبل أن تتجه للإخراج؟ - بعد الثانوية العامة التحقت بجامعة السلطان قابوس ودرست بقسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، لمدة أربعة أعوام تعلمت خلالها كل ما يخص الجانب الأكاديمي، وخلال تلك الفترة كنت أمارس العمل الإعلامي بشكل تطبيقي من خلال الالتحاق بالكثير من المؤسسات والدوائر الإعلامية الموجودة بالسلطنة، ما أكسبني الجرأة والثقة. وبعد التخرج التحقت بإحدى المؤسسات الصحفية الكبرى وعملت في مطبوعتين لديها، وساهمت بشكل مباشر في تأسيس إحداهما مع نخبة من الزملاء، مارست خلالها التغطية الإخبارية والتحقيقات الصحفية والاستطلاعات وغيرها، فتشكلت شخصيتي واكتسبت مهارة العمل الإعلامي. هذه المرحلة تعني لي الكثير، فالصحافة لغة الأقلام وأنا أعلم أن صفة الصحفي الناجح لا تتشكل بسهولة وما يأتي بجهد تكون ثماره أكثر نضوجاً.. الصحافة مهنة الفكر والإبداع و الكلمة الحرة. } ومتى كانت بداية توجهك للعمل في التلفزيون كمخرج؟ ألم تواجه صعوبات في هذا المجال؟ - في العام 2006 انتقلت للعمل بتلفزيون سلطنة عمان حيث دخلت في دورة عملية مكثفة للتعرف على طريقة سير العمل التلفزيوني وما يحدث في كواليسه، وتابعت بعض الدورات في مجال الإخراج من أهمها حصولي على دبلوم الإخراج التلفزيوني من مركز الجزيرة للتدريب والتطوير بقناة الجزيرة. وقد كان لي شرف المشاركة في تأسيس القناة الرياضية بصحبة الكثير من الزملاء والأساتذة الذين سبقونا، ومنذ تلك الفترة بدأت أمارس العمل التلفزيوني من خلال البرامج المباشرة والمسجلة التي شاركنا فيها وبشكل يومي، ما أكسبني مهارات المخرج التلفزيوني، وبدأت أستمتع بالعمل فقدمت الكثير من البرامج المباشرة والمسجلة وكذلك التغطيات المباشرة للمحافل المحلية والدولية. } وهل العمل كمخرج هو ما تطمح إليه، وكيف تصف مهام المخرج؟ - في الحقيقة، ومنذ أن دخلت التلفزيون كان أكثر ما شدني هو عمل المخرج، فهو القائد والمايسترو الملم بكل تفاصيل العمل، وهو الذي يقوم بتوجيه كل العناصر أثناء العمل مثل مهندس الإضاءة والصوت والمنفذين والمعدين والمصورين.. وحتى المذيعين، حيث يقوم بقيادة هذه المجموعة بشكل مثالي للخروج بعمل جيد يقدمه للمشاهد.. والمخرج يدخل في تحديات يومية وعليه أن يبتكر ويجدد، وهو المسؤول الأول عن شكل القناة. } عملت مع عدة قنوات تلفزيونية وتصديت لإخراج الكثير من البرامج، حدثنا عن أبرز محطاتك الناجحة، والجوائز التي نلتها؟ - لدي كم من الأعمال التي أفتخر بها، فقد قمت بإخراج الكثير من البرامج على عدة قنوات هي قناة عمان العامة والرياضية وكذلك قناة مجان.. ومن جملة ما قدمت برنامج الحدث و60 دقيقة رياضة وبرنامج ليالي المهرجان و لبان مجان والبيت العماني وبرنامج نبض البادية، وأيضاً قمت بإخراج البطولات الخليجية للألعاب المائية والبولينغ وغيرها. كما أن دخولي عالم سباقات الهجن فتح لي آفاقاً أوسع، وبكل فخر تشرفت بأن أكون من أوائل المخرجين في النقل التلفزيوني المباشر لسباقات الهجن في تاريخ السلطنة والتي كان آخرها فعاليات كأس الخليج لسباقات الهجن مؤخراً. كما فزت ولله الحمد عن برنامج الحدث بالمركز الثاني كأفضل مخرج للبرامج الرياضية في جائزة الإبداع الإعلامي التي تنظمها وزارة الإعلام، وبجائزة أفضل برنامج رياضي عن 60 دقيقة رياضة في مسابقة اللجنة الرياضية لجمعية الصحفيين العمانية. وحالياً صدى الجماهير هو أبرز أعمالي وقد لاقى استحسان الشارع الرياضي، و له شعبية كبيرة لدى جماهير كرة القدم العمانية، ومن أهم مقومات هذا البرنامج هو التواصل المباشر مع الجماهير في ملاعب دوري عمانتل للمحترفين، وكذلك استقبال المكالمات المباشرة وإعطاء الجماهير مساحة حرة للتعبير وإبداء الرأي.. هذا التواصل يخلق نوعاً من الود ويبني علاقة خاصة مع البرنامج، فالفائز يفرح معنا ومن خسر فريقه يتصل ليبدي استياءه. } نجحت بأن تكون مخرجاً متميزاً، هل تستطيع أن تعطينا بعض أسرارك؟ - أولاً يجب أن تكون للمخرج كاريزما خاصة تمكنه من قيادة فريق العمل الذي قد يتجاوز الأربعين شخصاً في بعض الأعمال، ومن صفات المخرج أن يكون خلاقاً ومبدعاً ولديه سرعة بديهة، ومثقفاً ومطلعاً، والأهم أن تكون لديه صفات قيادية. ولينجح المخرج يجب أن يكون ملتزماً بأخلاقيات العمل الإعلامي، مغامراً وقادراً على اتخاذ القرارات. وأعتقد أن من تتوفر لديه روح التجديد سيصل وسيطرق النجاح بابه بالتأكيد. } خمس سنوات من العمل المتميز قادتك إلى منصب رئيس قسم المخرجين.. ما الذي يضيفه لك هذا الموقع، وما الذي يمكنك تقديمه للقسم؟ - المسمى عبء كبير يضاف إلي، وهو سلاح ذو حدين، ونتيجة للضغوط والتفرغ للعمل الإداري قد يبعدنا أحياناً عن ممارسة متعة الإخراج، وللأمانة أنا أنظر لنفسي على أنني جزء من زملائي المخرجين وكلنا نكمل بعضنا. } إلى أي مدى يلعب نجاح الإخراج دوراً في نجاح برنامج ما.. وهل هناك نقاط أساسية تنصح بها؟ - بطبيعة الحال المخرج هو المسؤول الأول عن نجاح أو فشل أي عمل تلفزيوني، ولكنه ليس الوحيد فهناك عناصر أخرى، فالمذيع ومعد البرنامج وإمكانيات الطاقم الفني وحتى الأجهزة والمعدات المستخدمة.. تلعب دوراً مهماً أيضاً، ولكن حينما يملك المخرج عناصر الإبداع ويتمكن من أدواته، فإنه بلا شك هو من يلعب الدور الأساسي في نجاح البرنامج. } أخرجت مجموعة من البرامج في أيها تجد متعة أكبر في العمل؟ - أجد نفسي في كل ما قدمته، ولكل برنامج متعته، غير أن كل ما يخص الرياضة من برامج أو تغطيات يبقى هوايتي الأولى وشغفي وهو ما أعمل عليه حالياً. } ما الجديد الذي تستعد له وفي أي مجال سيكون؟ - حالياً أعمل على واحد من أهم البرامج التي تغطي دوري عمانتل للمحترفين ( الدوري العماني لكرة القدم) وهو برنامج صدى الجماهير والذي يحقق نجاحات كبيرة في التغطية المستمرة التي تقوم بها القناة الرياضية لتلفزيون السلطنة، وهو أهم همزة وصل بين الأندية وجماهيرها وحتى مع الاتحاد العماني لكرة القدم. كما أحضر لبرنامج شعري جديد ستتضح معالمه خلال الفترة المقبلة وكذلك برنامج رياضي يوثق تاريخ وإنجازات الرياضيين العمانيين. } كيف ترى مستقبلك وأين تتوقف طموحاتك؟ - أنا متفائل جداً بالمرحلة المقبلة من عملي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وهو ما يتحتم عليه بذل المزيد من الجهود، وحينما تأتي الفرص سأغتنمها دونما تردد، كما أدرك أن العمل الإعلامي عموماً والإخراج خصوصاً متجددان بشكل دائم وسريع، لذا سأبذل الوقت والجهد للوصول للأهداف التي وضعتها لنفسي متيقناً بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.ً
مشاركة :