شهدت أسواق المال المحلية أمس، تراجعاً ملحوظاً، يعد الأكبر منذ مارس 2020، تأثراً بقيام المستثمرين الأجانب بعمليات جني أرباح لتعويض خسائر محافظهم في الأسواق العالمية، بجانب حالة عدم اليقين التي تسود دولياً، بشأن ارتفاعات الفائدة الأميركية، بجانب الهبوط الحاد الذي تشهده أسواق العملات الرقمية، وحالة الترقب بشأن بيانات التضخم في الاقتصاد الأكبر على مستوى العالم. وعزا محللان ماليان، هذا التراجع إلى تخارج الأجانب، وتأثر نفسية المستثمر المحلي سلباً بتسييل استثمارات الأجانب بجانب المخاوف من رفع جديد للفائدة الأميركية، بعد زيادة التضخم هناك بمعدل أعلى من المتوقع خلال أبريل. وبحسب بيانات السوقين، أغلق مؤشر سوق دبي المالي منخفضاً بنسبة 5.7% عند مستوى 3327 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 841 مليون درهم. وشهدت جلسة أمس، انخفاضاً جماعياً للأسهم المتداولة، إذ أغلقت أسهم 31 شركة على انخفاض من أصل 33 شركة، تم تداولها بينما بقيت شركتان على ثبات. وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية، أنهى المؤشر العام التداولات منخفضاً بنسبة 6.1% عند مستوى 9151 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 2.2 مليار درهم. وانخفضت غالبية الأسهم المتداولة، إذ أغلقت أسهم 45 شركة على انخفاض، من أصل 47 شركة تم تداولها، بينما بقيت شركتان على ثبات. وقال الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والعملاء في «الظبي كابيتال»، محمد علي ياسين، إن «أسواقنا المحلية شهدت ارتفاعات قوية خلال الشهور الماضية، ونمت بأكثر من رقمين، واستقبلت سيولة أجنبية قوية وحققت بدورها أرباحاً كبيرة للمحافظ التي تنتمي إليها»، مضيفاً أن «الأسواق العالمية تشهد تراجعات أدت لخسائر كبيرة في معظم المحافظ، لذا من الطبيعي أن تتجه إلى تسييل استثماراتها الرابحة، لتعويض هذه الخسائر، وهذا ما حدث بأسواقنا المحلية، ما أثر سلباً على المستثمر المحلي الذي تفاعل مع تخارج الأجانب، على أنه إشارة لوجود هبوط قادم، فبادر غالبية المستثمرين بالبيع». وأضاف ياسين: «أسواقنا تشهد منذ عام ونصف العام تقريباً، مساراً صاعداً، ولا يوجد أي تغيير في أساسيات السوق أو الشركات المدرجة، بل على العكس من ذلك، هناك إدراجات حكومية وزخم، خلال الشهور القليلة الماضية، لذا يمكن القول إن العامل النفسي للمستثمر المحلي، بجانب غياب قوة شرائية محلية تعوض خروج المستثمر الأجنبي، أسهمت في تراجعات الأسواق أمس بالنسب الكبيرة التي رأيناها». من جانبه، قال الخبير بأسواق المال، جمال عجاج، إن «مؤشرات الأسواق المحلية صعدت بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية، حيث تخطى مؤشر أبوظبي للأوراق المالية 10 آلاف نقطة وكذلك مؤشر دبي المالي الذي تجاوز 3700 نقطة، ما يعني أن هناك عمليات جني أرباح وتهدئة للصعود المتواصل للمؤشرات»، لافتاً إلى أن ذلك جاء بعد الأخبار السلبية بشأن الفائدة الأميركية، ومخاوف الأسواق العالمية من بيانات التضخم في أكبر اقتصاد عالمي، بجانب تراجعات الأسواق العالمية وهبوط سوق العملات الرقمية بشكل قوي، كل ذلك أثر لاشك في العامل النفسي للمستثمر المحلي، وزاد من عمق تراجعات الأسهم المدرجة، لافتاً إلى أن «الاقتصاد المحلي قوي، ولا يوجد أي تغييرات أو أخبار محلية سلبية». «بيتكوين» تخسر 800 مليار دولار تراجعت عملة «بيتكوين»، بوتيرة حادة خلال تعاملات أمس، لتهبط دون 27 ألف دولار، مع استمرار الموجة البيعية التي تشهدها سوق العملات الافتراضية، حسبما ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية. ونقلت الوكالة عن بيانات «كوين ماركت كاب»، أن العملات المشفرة خسرت 800 مليار دولار من قيمتها السوقية في شهر واحد وسط عمليات البيع الواسعة، ووصلت قيمتها السوقية إلى 1.4 تريليون دولار من 2.2 تريليون دولار في الثاني من أبريل. وخسرت «بيتكوين» نسبة 9.08% إلى 26.67 ألف دولار، وفقاً لبيانات «كوين باس»، لتصل خسائرها هذا الأسبوع إلى أكثر من 20%. كما انخفضت «الإيثريوم» بنسبة 13.49% عند 1820.29 دولاراً، بينما ارتفعت «الريبل» 0.31% إلى 37.09 سنتاً. وانخفضت العملات الافتراضية مع أسواق الأسهم، بعد البيانات الأميركية التي أظهرت ارتفاع التضخم بأعلى من المتوقع خلال أبريل، ما أثار مخاوف بشأن وتيرة رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :