في كل دول العالم تهيم الجماهير بعشق أنديتها حتى النخاع (بصورة غير طبيعية وكأنها شرارة فوق المدرجات وخارجه) بل تخلص بحماسها وتفانيها في حب شعاره بصدق دون زيف من أجل المساهمة في تحقيق إنجازات تفخر بها، وأصبحت بذلك تطبق المقولة المشهورة (الجماهير تعتبر رقم 1) عبر تأثيرها واهميتها واثارتها التي تبثها الحماس للاعبين داخل الملعب وخارجه، بينما نحن في البحرين وبصورة مخيفة (شاهدنا بعض الجماهير ما ينّشد بها الظهر) في حضورها وعشقها وانتمائها وبث حماسها وتشجيعها لفرقها خلال بداية الموسم الحالي وباتت تسمى (بالجماهير الغائبة والضاغطة على مجالس ادارات الأندية، والمشتتة للتركيز وفكر اللاعبين والمدربين والاداريين في عملهم وتخطيطهم المبرمج، والمتعصبة جدًا والتي لا يرضيها الا الفوز، والناقدة اللاذعة لأى مستوى فني سواء كان ممتازًا أو مقبولاً (والمحتجة على كافة الحكام في كل صافرة منهم سواء صحيحة أو خاطئة!!) كلامنا هنا ليس كلامًا إنشائيًا، فغياب جماهيرنا وليس راوبط مشجعينا غريب جدًا والأدهى أن انتقادهم وغضبهم لأنديتهم يطول بدون حدود (وللأسف ترى منهم جلوسه بالمقاهي مع فوضى دخان الشيشة بدلاً من حضوره المباريات في الملاعب والصالات)، أما النوع الاخر فحدث ولا حرج وأعني هنا المتواجدين الصبية في المنتديات الالكترونية الذين ينتظرون صافرة الحكم بنهاية المباراة لكتابة فواصل السب وكل ما يخطر ببالهم من قذارة (بأسماء مستعارة لانهم جبناء)!! نقطة شديدة الوضوح ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع ما حصل في بداية انطلاقة كافة مسابقات لعباتنا الرياضية لهذا الموسم والذي يعتبر سيئ جدًا ويوحى من أول نظرة لمدرجاتنا بوجود مشكلة؟ ونقولها وبكل صراحة ونعترف - الخلل ليس بالجماهير فقط وإنما بالقائمين عليها فلا يوجد تقييم منهم لتلك المشكلة المتكررة سنوياً!! وليست بالضرورة مادية ولكن بالأفكار المختلفة مع التركيز على المدارس، وتلك الظاهرة تستدعي العمل الجاد العاجل قبل تحول مسابقاتنا الى الفضاء الخالي من البشر!! اقتراح لجذب الجماهير الاستعانة بإحدى الشركات المتخصّصة للقيام بعملية بحث استقصائي من أجل دراسة ظاهرة العزوف الجماهيري وقياس الأسباب الرئيسية لذلك عن طريق إجراء لقاءات بالصوت والصورة معها ومعرفة النوعية وكل شيء عن هذه الشريحة وبموجب ذلك يتمّ العمل على علاج الأسباب!! فهل من مجيب؟