الحُليّ النسائية التقليدية.. تظهر مشاعر الحرفيين وإبداعاتهم

  • 5/16/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يهتم المجتمع في المملكة العربية السعودية بتراثه القديم، إيماناً منه بأن ماضيه التليد هو أساس حاضره الزاهر، وذلك على الرغم من التطور الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، والذي أحدث نقلة سريعة للإنسان السعودي، من الحياة التقليدية إلى الحياة الحديثة، بسبب اكتشاف البترول واستغلال ثرواته. ومن هذا التراث الذي يهتم به الناس في المملكة العربية السعودية الصناعات والحرف التقليدية، التي تعتبر مرآة تعكس تراث أصحابها وأصالتهم وعراقتهم. يمثل كتاب «الحلي النسائية التقليدية - بمنطقة عسير» من تأليف الدكتورة دليل بنت مطلق بن شافي القحطاني مرجعاً قيماً لباحثي العلوم التاريخية بصورة خاصة، عن الآثار السعودية والجغرافيا ومعظم تخصصات العلوم الإنسانية على نحو عام، حيث يركز هذا الكتاب عن الآثار في السعودية «الحلي النسائية التقليدية بمنطقة عسير»، وبعض الموضوعات التاريخية المهمة والتي تشغل اهتمام المؤرخين وباحثي التاريخ من مختلف الاتجاهات الفكرية. ومن هذا المنطلق تناولت المؤلفة دراسة أحد عناصر هذا التراث، وهو الحلي التقليدية، التي تعتبر أحد أشكال الفنون التقليدية، في المملكة العربية السعودية، لما تحمل من صور ثقافية متميزة تظهر مشاعر الحرفيين وإبداعاتهم، وثقافة المستخدمين وأذواقهم، ولاتصال جذورها الفنية بالفنون العربية القديمة والفنون الإسلامية على حد سواء. وحرصاً على هذا الفن المتميز، قامت الدكتورة دليل بتوثيقه وإخضاعه للدراسات العلمية، وإظهار الشخصية الثقافية التي يمثلها، والأسس والمفاهيم التي يقوم عليها حتى يمكن تطويره والاستفادة منه في الوقت الحاضر فليس كل قديم عديم الفائدة للجيل الجديد. وقد قصرت المؤلفة دراستها للحلي التقليدية على منطقة عسير، التي تتميز بكثرة مراكز صياغة الحلي التقليدية فيها، ولاهتمام سكانها بالمحافظة على ما لديهم من حلي تقليدية، حتى بعد أن قل الإقبال على لبسها. وتم تقسيم هذا الكتاب إلى أربعة فصول، الفصل الأول: تمهيد للبحث، كما قدمت المؤلفة لمحة عن حرفة الصياغة في العصور التاريخية القديمة، والعصور الإسلامية وعن الصياغة التقليدية في المملكة العربية السعودية. والفصل الثاني: بعنوان حرفة الصياغة في منطقة عسير، وقد تحدثت فيه المؤلفة عن الصياغة في عسير وطرقها ومراكزها، وموادها الخام، والعاملين فيها وأساليبهم المستخدمة في تسويق مصوغاتهم. أما الفصل الثالث: فهو بعنوان أنواع الحلي في منطقة عسير واستخداماتها، وفيه ذكرت المؤلفة أنواع الحلي العسيرية التي اشتملت على حلي الرأس والشعر والأنف والأذن واليد والصدر والخصر والكف والمعصم والعضد والقدم، والحلي التي تلبس فوق الملابس، وقامت بتصنيف هذه الحلي تبعاً لطرق استخداماتها، ومكان لبسها كما أشارت إلى اختلاف مسمياتها من مكان إلى آخر في منطقة عسير. وجاء الفصل الرابع: تحت بعنوان الدراسة الفنية والتحليلية للأشكال والزخارف، وفيه تناولت المؤلفة دراسة أشكال الحلي العسيرية وتصاميمها وعناصرها الزخرفية، وتأصيل أشكالها وزخارفها. وتقول مؤلفة الكتاب الدكتورة دليل القحطاني: «دراسة الحلي التقليدية تستلزم أيضاً دراسة حرفة الصياغة، والأدوات والآلات اليدوية المستخدمة فيها، والحديث عن الإبداع الفني والمهارة الحسية الملموسة في إنتاج هذه الحرفة من مصوغات ومشغولات، وما لها من دلالات جمالية وفنية تجسد إتقان الممارسة لهذه المهنة، وتؤكد عراقتها في منطقة الدراسة. ونظراً لقلّة الدراسات التي تتحدث عن طرق الصياغة التقليدية في المملكة، وأشكال الحلي، وأنواع زخارفها ومدلولاتها، فقد كان الاعتماد الأول بعد الله في جمع مادة هذا البحث على الحرفيين والصواغ القدامى الموجودين في عسير حتى الآن، وهم على الرغم من قلة عددهم يعتبرون مصادر موثوقة للمعلومات في هذا الموضوع، وفي سبيل ذلك قمت بزيارة للمنطقة ثلاث مرات لإجراء مقابلات مع الصواغ ومع النساء الكبيرات السن في عسير، أمدت البحث بمعلومات قيمة عن الحلي المتداولة، وطريقة الحصول عليها، ومناسبات ذلك، وطريقة لبس هذه الحلي، وأسعارها، والمتوفر منها والمنعدم، وأسباب الإقبال على بعضها دون الآخر. وقد قمت بتسجيل هذه المقابلات على أشرطة «كاسيت»، ثم قمت بتفريغ المعلومات المسجلة، كما استخدمت التصوير الفوتوغرافي لتوثيق طرق الصياغة، وتصوير الأدوات والآلات المستخدمة، وتصوير الحلي التي استطعت الاطلاع عليها في المنطقة، ما قمت بشراء نماذج من الحلي الفضية العسيرية للاستفادة منها في هذه الدراسة. وبالإضافة إلى ذلك قمت بعمل رسوم توضيحية أولية للحلي والأدوات المستخدمة في صياغتها، وكتابة إفادات بعض السيدات اللاتي لم يسمحن بتسجيل أصواتهن. كما قمت خلال رحلاتي الميدانية بزيارة المتاحف الموجودة في المنطقة، مثل: متحف رجال ألمع الواقع بقرية رجال ألمع، ومتحف تنومة النماص الذي يملكه أحد أبناء المنطقة وهو الأستاذ فايز عبدالله الشهري، ومتحف قصر شدا بمدينة أبها، كما قمت بتصوير مجموعات خاصة من الحلي العسيرية، منها مجموعة خاصة بأستاذي المشرف الدكتور علي غبان». وفي خاتمة الكتاب تم عرض خلاصة الدراسة والنتائج التي تم الوصول إليها، كما جاء في النهاية ملحقاً بالمصطلحات المتعلقة بالحلي العسيرية الواردة فيه، وملحقاً بالخرائط والرسوم والصور التوضيحية. بكر هذال

مشاركة :