أستغرب موقف المدينة الاقتصادية في رابغ، إذ نشرت هذه الجريدة يوم الثلاثاء الماضي خبراً عن طرح معهد «سيستدينق» الأجنبي، المشارك في منتدى «سيتي كويست» الذي أطلقته المدينة الاقتصادية، لفكرة جديدة لنا هي إنشاء مدن عائمة على البحر كمستقبل جديد ينقلنا من سطح الأرض إلى سطح الماء!. ألم تجد المدينة الاقتصادية ما تساهم به من أفكار لحلّ مشكلات مدننا، وأهمها الإسكان، سوى دعوة هذا المعهد الذي أعتقد أنّه مُغرم بسينما الأكشن في هوليوود، بما أنتجته من أفلام خيالية لمدن عائمة على سطح البحر، بعد أن دُمّرت قارّات الدنيا إثر حروب عالمية عاتية، فرغب في تطبيق سيناريو الأفلام علينا!. مثل هذه الفكرة، وهي تُطرح علينا، وفي ظلّ وضعنا الإسكاني الحالي، وسوء تسخير تريليونات الأمتار من الأراضي الفضاء الصالحة للإسكان، هي فكرة سخيفة، واستفزازية للمواطن، وتدلّ على أنّ هذا المعهد يقبع في وادٍ ونحن في وادٍ آخر، وعتبي على من دعاه لربوع وطننا وهو في مثل هذه الضحالة الفكرية الجاهلة بنا؟! وعلى من دفع تكلفة استضافته ربّما بآلاف الدولارات وليس بجعبته سوى أفكار صعبة التنفيذ إن لم تكن مستحيلة؟! وينطبق عليه المثل الدارج «جيتك يا عبدالمعين تعينني لقيتك يا عبدالمعين تنعان»!. وعلى فرض نجاح الفكرة، وإمكانية تنفيذها، وتوفر المال الفلكي اللازم لذلك، فمن يضمن عدم احتكار الهوامير للأسطح البحرية كما احتكروا الأراضي البرية، فيصبح لدينا أسطح زرقاء تحتاج لفرض رسوم عليها مثل رسوم الأراضي البيضاء!. قليلاً من الرفق بعقولنا ومشاعرنا أيتها المدينة الاقتصادية، فمواطنو مدننا يريدون أفكاراً تهديهم مساكن على سطح اليابسة، لا على سطح البحر، وإصلاح بُنية المدن وخدماتها بعيداً عن الشطْحات والأحلام!. @T_algashgari algashgari@gmail.com