الشخصنة وكرة القدم | م. طلال القشقري

  • 12/12/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من الأساسيات التي يُفترض على الإعلامي التحلّي بها في عمله هو النأي بنفسه عن الشخصنة!. والإعلامي في هذا الصدد أوْلى من غيره من أصحاب المهن المختلفة بهذا النأي، لأنّ إنتاجه العملي ليس محصورًا ضمن نطاق ضيّق، بل ينتشر على نطاقٍ واسع بفضل وسائل التقنية الحديثة!. وكم هو مؤسف أن نُعاين هذه الشخصنة تجري بحارًا وأنهارًا وينابيعًا على ألسنة إعلاميين مُخضرمين لدينا في مجال كرة القدم، فلا ينتقدون فِكْر ورأي غيرهم بل ينتقصون شخصهم، ولا شيء غير شخصهم، حتى تحوّل المبدأ الإعلامي الراقي الذي بدأه الإنجليز "Nothing is personal" ومعناه "لا شيء شخصي" إلى "Every thing is personal" ومعناه "كلّ شيء شخصي"!. أنا أعتقد أنّ الإعلام الرياضي عمومًا، والكروي خصوصًا، مثل سياقة السيارة، فن وذوق وأخلاق، فن في الإثارة، وذوق في الطريقة، وأخلاق في السلوك، وهذه رؤوس مثلث مترابط الأضلاع، فإن فُقِد الترابط انهارت الأضلاع، وسقطت على الأرض خطًا واحدًا متعرّجًا بطرفين حادّيْن، ينغز هذا الإعلامي ذاك الإعلامي من طرف، ويطعن ذاك الإعلامي هذا الإعلامي من الطرف الآخر، ولا خاسر سوى كرتنا التي انعكست عليها الشخصنة، وسبّبت لها الضرر البليغ!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إننا نتحدّث كثيرًا عن التعصّب الرياضي، بينما هو صفحة واحدة في كتاب الشخصنة، وقطرة واحدة في بحر الشخصنة، ولولا الشخصنة ما وُلِد التعصّب وترعرع، فلنكافحها إذًا بما يُبقيها بعيدًا عن الإعلام المؤثر على جودة كرة القدم أو تدهورها وتسيير أمورها في أيّ بلد!. الشخصنة هي عدوّ كرة القدم، فمتى يفقه هؤلاء الإعلاميون هذه الحقيقة؟. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :