للمرة الأولى .. نشر 298 حلما لنجيب محفوظ

  • 12/12/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

محاولة الاغتيال التي تعرض لها نجيب محفوظ دفعته إلى تقطير خبرته الإبداعية في مشاهد قصيرة أطلق عليها (أحلام فترة النقاهة)؛ وهي أشبه بومضات بليغة وعميقة في تناول قضايا إنسانية أو هموم مصرية مثل العدالة الاجتماعية والديمقراطية. وأدت طعنة سكين في عنق محفوظ - في تشرين الأول (أكتوبر) 1994 - إلى الحد من حركته وكان يتابع أمور الحياة عبر أصدقاء يقرأون له عناوين الصحف كما قلصت من قدرته على الكتابة فكان يملي (أحلام فترة النقاهة) على سكرتيره الحاج صبري محمود. ووفقا لـ "رويترز" نشرت (أحلام فترة النقاهة) مسلسلة في مجلة (نصف الدنيا) الأسبوعية ثم صدرت عام 2005 في كتاب يضم 239 حلما. لكن الناشر المصري إبراهيم المعلم قال إن فاطمة وأم كلثوم ابنتي محفوظ أبلغتاه في أيار (مايو) 2015 بالعثور على "مخطوطات" أخرى للأحلام وهو ما اعتبره "كنزا أدبيا وثروة ثقافية يكشف عنها بعد تسع سنوات" على وفاة محفوظ عام 2006. وأضاف في مقدمة (أحلام فترة النقاهة.. الأحلام الأخيرة) أن مخطوطات الأحلام الجديدة تم تدقيقها بالاستعانة "بالأصفياء والمختصين وبكل من شارك أحيانا في كتابة الأحلام" وانتهوا إلى أن محفوظ كتب أكثر من 500 حلم منها 298 حلما يضمها الكتاب الجديد الذي أصدرته دار الشروق في القاهرة. والناشر - الذي يحتكر منذ عشر سنوات طباعة أعمال الكاتب العربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1988- وصف (الأحلام الأخيرة) بأنها خلاصة تجربة محفوظ "وجوهر أدبه وفلسفته وإبداعه الرفيع". ويقع الكتاب في 273 صفحة متوسطة القطع ويضم أيضا نصوص الأحلام مخطوطة. وكان محفوظ ينتصر في كتاباته للمعرفة ويحث على العلم النظري والتطبيقي انطلاقا من دراسته للفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة. وفي روايته (أولاد حارتنا) يسجل ما يمكن أن يؤدي إليه العلم من "مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب" وهو السطر الأخير في الرواية. وفي الحلم 268 يقول: "وجدتني بين جماعة من الأصدقاء وهم يعلنون نيتهم على الهجرة ويدعونني للرحيل معهم. ولكني اعتذرت طبعا. وكان ثمة جماعة أخرى ترحل سنويا للمشاهدة والاعتبار وترجع أكثر معرفة ونفعا فانضممت إليها. وتقول سناء البيسي - التي نشرت الأحلام السابقة في مجلة (نص الدنيا) حين كانت رئيسة لتحريرها - إنها كانت أول من يقرأ (أحلام فترة النقاهة) التي تصفها بأنها "دفقة شفافية... الاختزال الشديد الرفيق الذي ينزع الحراشيف ليبقي على الجوهر متلألئا ألقا". وتقول في مقدمة الكتاب الجديد إن محفوظ ظل يكتب "لآخر أيامه" وإنه بمصادفة عثور ابنتيه على المخطوطات أثناء إعادة ترتيب أوراقه بعد تسع سنوات على وفاته "يظهر الكنز. تتحرر الخبيئة من قيدها.

مشاركة :