291 حلماً لنجيب محفوظ تثير جدلاً في القاهرة

  • 12/14/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الساحة الثقافية في مصر حالة من الجدل المتزايد حول كتاب أحلام فترة النقاهة، الذي يضم مجموعة أحلام للكاتب نجيب محفوظ، بعدما كثر اللغط حول مدى مصداقية هذه الأحلام في ظل الاتهامات التي انصبت على الجهة الناشرة، وهي دار الشروق للنشر والتوزيع، بشأن تزوير الكتاب المحفوظي الأخير، وهو ما يعتبر إدانة للدار ولابنتي محفوظ أم كلثوم وفاطمة اللتين وجدتا المخطوطات للكتاب الأخير. بدأت الحكاية مع إعلان بنتي محفوظ عن إيجاد أوراق تشمل مخطوطات لآخر كتاب للأديب، وهو أحلام فترة النقاهة، في مايو الماضي، ويعتبر الكتاب استكمالاً للأحلام التي وصل عددها إلى 239 وصدرت في 2005، وتواصلت ابنتا محفوظ مع رئيس دار الشروق إبراهيم المعلم كي يتم التأكد من عدم نشر تلك الأحلام لنشرها. ووفقاً لرواية المعلم، فإن دار الشروق أجرت فريقاً من الأصفياء والخبراء للتأكد من عدم نشر تلك الأحلام، كما تم التواصل مع الحاج صبري محمود سكرتير محفوظ الذي كان يتولى عملية الكتابة بعد إملائه من نجيب محفوظ، نظراً لما كان يعانيه من صعوبات صحية تمنعه من الكتابة بنفسه، وكان الغرض من التواصل مع الحاج صبري فك طلاسم بعض الكلمات التي استعصى فهمها، وعلى إثره تم نشر الأحلام التي وصلت إلى 291 حلماً. تشكيك ولم تنته الحكاية بنهاية سعيدة، بل اتخذت شكلاً درامياً، حيث ظهر من يشكك في مصداقية الأحلام وأنها من إنتاج أديب نوبل، وهو ما تسبب في ارتباك كبير حول الكتاب المحفوظي الأخير في إدانة بأن الكتاب لا يرتقي إلى أدب محفوظ. ويستند المشككون في انتماء أحلام فترة النقاهة الأخيرة لنجيب محفوظ إلى أدلة عدة، أولها أن كتاب أحلام فترة النقاهة المطبوع أخيراً يبدأ من الحلم رقم 200، وهو ما يعد مغالطة لما جاء في الحلم الأخير من كتاب أحلام فترة النقاهة المطبوع عام 2005، والذي انتهى مع الحلم رقم 239، كذلك عدم توافر التوقيع الخاص بمحفوظ، لاسيما بعد تدهور حالته الصحية ومواجهة صعوبات في الرؤية. كما اعتمد المشككون على الأخطاء اللغوية التي وجدت في الكتابة وصور الأحلام المرفقة بالكتاب، وهو ما يعتبره المشككون أكبر دليل على تزوير الأحلام، إذ إن محفوظ كان شديد التمحيص في ما يكتبه ويراجعه أكثر من مرة حتى يستشعر بصلاحيته للنشر. دفاع في السياق، لم يسكت المقربون من محفوظ، حيث قال الكاتب محمد سلماوي: إن كافة الشكوك بأن هذه الأحلام ليست لنجيب محفوظ أمرٌ خطأ تماماً، حيث إن الكاتب العالمي كان يقرأ عليّ هذه الأحلام، كما أنني سجلت بعضها على شرائط كاسيت وما زلت محتفظاً بها. ولم يقف الدفاع عند هذا الحد، حيث خرجت ابنة نجيب محفوظ أم كلثوم لتؤكد أنه من المستحيل أن نشوه سمعة والدنا أو سمعتنا بنشر عمل مزيف، مشيرة إلى أن الأحلام الأخيرة لا تختلف عن أحلام فترة النقاهة المنشورة في 2005 من حيث الأفكار والفلسفة الخاصة. فيما أكد الناقد الدكتور حسين حمودة أن أحلام فترة النقاهة الأخيرة تعود إلى نجيب محفوظ، كما أنه أملى عليه بعضها، وذلك في فترة مرض سكرتيره الحاج صبري محمود، وقد أملى عليه محفوظ 12 حلماً دفعة واحدة، إذ كان محفوظ يحتفظ بها في ذاكرته.

مشاركة :