جن جنون الاتحاديين ومن يصطف بصفهم بعدما قررت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي تأجل ما تبقى من مباريات الجولة السابعة والعشرين من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بتوجيه من هيئة الرياضة إثر وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي، وكان التوجيه يقضي يتعليق جميع الأنشطة الرياضية حتى يوم الاثنين وبالتالي سيكون استكمال الأنشطة ابتداء من يوم الثلاثاء 17 مايو. الاتحاديون ومن تقمص قميص الاتحاد مؤقتاً ينادون (بظلم) الهلال حتى يتأتى (العدل) بنظرهم، فهم يطالبون بإقامة الكلاسيكو في يوم الاثنين 16 مايو، أو يوم الثلاثاء 17 مايو دون مراعاة لتوجيه دولة أو وفاة رئيس دولة شقيقة أو ظروف فريق يئن إجهاداً ويتأوه إعياءً. أما يوم الاثنين فهو من ضمن الأيام التي لا أنشطة فيها وهذا قرار صدر من الجهات العليا وليس للاتحاد السعودي يد فيه وهو ظرف طارئ يقع تحت أقدار الله سبحانه وتعالى. أما يوم الثلاثاء فهو يسبق المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين بيومين والمزمع إقامته يوم الخميس 19 مايو وحسب اللائحة التنظيمية للجنة المسابقات فإنه يحق للفريق الراحة لمدة يومين على الأقل بين المباراة والتي تليها وبالتالي من الظلم أن يلعب الهلال والفيحاء يوم الثلاثاء ضمن إطار منافسات الدوري ثم يلعبان يوم الخميس نهائي كأس الملك، وبالتالي كان لا بد من تأجيل الجولة الـ27 لمدة أسبوع فقط. أيضاً يردد البعض أن الأنشطة في دولة الإمارات علقت لمدة ثلاثة أيام بينما هنا لمدة عشرة أيام وهذا غير صحيح وفيه تمرير غير مقبول، فالتعليق كان لمدة ثلاثة أيام فقط وسيلعب نهائي كأس الملك يوم الخميس ونظراً لإقامة هذا النهائي المهم اضطرت اللجنة لتأجيل الجولة ولولا إقامة النهائي لاستكملت الجولة يوم الثلاثاء. لا أعلم أين الظلم الذي وقع على الاتحاد في هذا القرار؟ فإن كان بسبب عقود اللاعبين التي تنتهي بانتهاء الموسم فهذا يشمل لاعبي الهلال أيضاً ويشمل كذلك جميع الفرق وأجزم أن هيئة الرياضة ستجد حلاً لهذه القضية البسيطة ولن تشكل عائقاً إطلاقاً وسيستمر جميع المحترفين والمدربين حتى نهاية الدوري، وإن كان بسبب عدم خوض الاتحاد لمباريات لمدة طويلة فهذا يعود لمركزه ولنتائجه ولأحواله المالية وهو الملام الأول عليها أم أن الاتحاد السعودي مطالب بإقامة بطولة (عبدالفتاح ناظر مثلاً) أو إدراجه ضمن الفرق السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا حتى لا ينقطع عن رتم المباريات؟ هذه الإشكالية يتحملها النادي وحده بسبب سوء نتائجه في البطولات الأخرى وخروجه منها وهي تنطبق على جميع الأندية باستثناء المشاركين في دوري أبطال آسيا أو المتأهلين للأدوار المتقدمة في كأس الملك ولا علاقة للاتحاد السعودية أو نادي الهلال بها لا من قريب ولا من بعيد. من يزعم أن الاتحاد السعودي بهذا القرار قد سهل مهمة الهلال في الحصول على الدوري فأين الاتحاد السعودي من احتجاج الهلال ضد لاعب الأهلي حمدي النقاز عندما رفض احتجاجه واستئنافه؟ أين هو من قضية محمد كنو عندما أصدر قراراً يقضي بإيقاف اللاعب وإيقاف الهلال لفترتي تسجيل مع تعويض النصر؟ هل يريد الاتحاديون أن يظلم الهلال ويجبر على اللعب يوم الثلاثاء ثم يوم الخميس وتتكسر الأنظمة وتتبدل القوانين حتى يرضى؟ هل مساواة الهلال به وبغيره تعد محاباة للهلال وإجحافاً بحقه؟ فضلاً عن أن لاعبي الهلال "وهم الأكثر في المنتخب" سيعانون أشد المعاناة من هذا القرار وسيتعرضون للإجهاد ما بين مشاركات النادي والمنتخب والذي سيستعد بعد نهاية الموسم لخوض غمار المونديال وبالتالي فإن الهلال سيتضرر أيضاً من قرار التأجيل ولكنه على الأقل أخف ضرراً وأقل قسوةً من الجدولة السابقة ولسان حالهم يقول: رضيت ببعض "الإرهاق" خوف جميعه ... كذلك بعض "الإرهاق" أهون من بعض ذكوة من أُنقذ من الهبوط إنقاذاً، ومن لعب الذهاب والإياب في نصف نهائي كأس الملك على أرضه، ومن أعيدت الجدولة من أجله، يحق له أن يرى العدل ظلماً والإنصاف إجحافا.
مشاركة :