كشف أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، الدكتور عبدالله المسند، اليوم الثلاثاء، عن أخطر أنواع الغبار على الجهاز التنفسي، وذلك تزامنا مع موجة الغبار التي تشهدها عدة مناطق بالمملكة. وقال المسند: عندما يكون الغبار في السماء لونه مثل لون الضباب يميل إلى اللون الأبيض فهذا أخطر أنواعه على الجهاز التنفسي، وهو الغبار العالق المنقول والذي يقاوم الجاذبية لخفته وصغر حجمه بعبارة أخرى تستطيع عشرات الذرات من الهباء الرسو فوق قمة الشعرة المدببة في نظرنا. وبخصوص أيهما أخطر على الإنسان وقت العاصفة الرملية أو ما بعدها مباشرة؟، قال: يوجد في الغلاف الجوي الكثير من الجسيمات الدقيقة أو بعبارة أخرى الجزيئات المجهرية العالقة في الجو (هباء Aerosols)، متحدية الجاذبية؛ لخفتها وصغرها المتناهي،وقد تشاهدها تتطاير وتتقلب في الهواء عندما ينفذ شعاع الشمس من كوة ما إلى داخل المنزل، وتزيد كثافة الهباء أثناء وبعد العواصف الرملية الشديدة. وتابع: وهذا الهباء يكون مصدره عضوي من مخلفات الإنسان والحيوان والأشجار، أو غير عضوي كالمعادن والصخور جراء العواصف الغبارية، أو قد يكون مصدره الرماد البركاني، أو رماد الشهب المحترقة، أو أملاح البحر المتطايرة جراء اصطفاق الأمواج بعضها ببعض. واستكمل: ولك أن تتخيل صغر حجم الهباء الذي ينقله الغبار وخطورته على الصحة، وذلك عندما تدرك أن محيط الشعرة الواحدة من رأس الإنسان تتراوح من 50-70 ميكرون، بينما الهباء المتطاير محيطه يبلغ 2.5 ميكرون فقط !! ويشار له بـ (PM2.5) بعبارة أخرى تستطيع عشرات الذرات من الهباء الرسو فوق قمة الشعرة المدببة في نظرنا. وزاد: أرأيت كيف هي متناهية في الصغر وهي غير مرئية. (4 من ذرات من PM2.5 تعادل ذرة من PM10 و20 ذرة من PM2.5 تعادل ذرة واحدة من ذرات الضباب، و40 ذرة من PM2.5 تعادل وتساوي حجم ذرة غبار مشاهدة بالعين المجردة، ويعد الهباء بحجم PM2.5 الأخطر لصغر حجمه وقدرته على الوصول إلى الرئة، كما أنها تقطع مسافات أطول، وتبقى في الهواء فترة أطول، تصل أحياناً إلى بضعة أيام. وأضاف: هنا تكمن الخطورة في استنشاق هواء ملوث، ومفعم بالهباء المتطاير، والذي يجري مع مجرى الهواء، حتى يبلغ الرئة فيستوطن فيها لفترة طويلة، مشكلاً هذا الجسم الغريب مشاكل صحية لا تخفى على الأطباء، ومنها أنها تُعرض وظائف الرئة للخطر، والربو، والتهاب الجهاز التنفسي،وعليه أهيب بالجميع استخدام كمامات متطورة، وعملية تُلبس أثناء العواصف الغبارية خاصة عندما تكون أجواء الغبار كالضباب بيضاء. وتابع: أيضاً أهيب بالجهات المعنية زرع محطات رصد لقياس مدى التلوث وانتشار وكثافة الهباء بحجم (PM2.5) في المدن والمحافظات، وإتاحة المؤشر الرقمي للجمهور على الإنترنت، فإذا ما بلغت النسبة (رقم معين يحددها المختصون) عُلقت الدراسة، وأُجلت المناسبات.
مشاركة :