التغيير المناخي والاحتباس الحراري

  • 5/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ملهي شراحيلي مع بداية دخول موسم الصيف من كل عام، تتحفنا وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الإجتماعي بوابلٍ من المواد الإعلامية، على شكل نشرات إخبارية، وتقارير صحفية، ودراسات ولقاءات، بالإضافة إلى الصور والفيديوهات، والرسائل التحذيرية وتوصيات الطقس، وغيرها من المنتجات الصحفية…. ولكن- عزيزي القارئ- هل تساءلت يوماً عن صحة تلك المواد الإعلامية؟ هل فعلاً يوجد ما يسمى بالاحتباس الحراري؟ وهل جميع ما ينشر عن الطقس والتقلبات الجوية، الهدف منها توعية الناس، أم أن بعض وسائل الإعلام تستغل الأحداث المناخية لنشر معلومات مغلوطة، بغرض إلحاق الأذى بالآخرين!؟ ما مدى دقة أجهزة الرصد المناخي على مستوى العالم؟ وهل يمكن أن يُستخدم الطقس وما يتعلق به لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية؟ خلال الأيام الماضية انتشرت معلومة مفادها، تسجيل مدينة جدة أعلى درجة حرارة منذ ٥٠ سنة، في ١٢ مايو!! أي أن جدة لم تسجل هذه الدرجة في هذا الوقت من العام منذ خمسين سنة!! والسؤال البديهي الذي قد يُطرح، هل أجهزة القياس قبل خمسين سنة كانت موجودة؟ وإذا كانت موجودة، هل كانت تعمل بنفس الدقة؟ إن التأمل في هذا المثال يكشف لنا الكثير من المعلومات المناخية المغلوطة على مستوى العالم. فارتفاع درجة حرارة المحيطات، وذوبان الجليد في القطب الشمالي، واتساع طبقة الأوزون… وغيرها من المؤشرات المناخية التي تتشدق بها وكالات الأنباء الغربية، وترددها وسائل الإعلام العربية، جلّها، إن لم يكن كلّها، مجرد نظريات وفرضيات مبنية على معطيات تفتقر للدقة والمصداقية! مثلها مثل درجة الحرارة في جدة!! فدرجة حرارة المحيطات على مستوى العالم غير ممكنة، كما أن قياس كمية ذوبان الجليد مستحيلة! ناهيك عن حداثة المعدات والأجهزة اللازمة للقيام بذلك. بالإضافة إلى عدم إمكانية جمع المعلومات ومقارنتها خلال العقود الماضية. ولو عدنا بالذاكرة إلى فترة رئاسة أوباما، وما رافقها من عواصف إعلامية بشأن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وكمية الندوات والتقارير الإعلامية التي تناقش هذه الظاهرة الإعلامية…. ثم اختفت فجأة تلك الزوابع بوصول ترامب للبيت الأبيض!! لو أعملنا الفكر فيما حدث سوف نكتشف أن الغرض الحقيقي لم يكن محاربة الاحتباس الحراري، ولا التعاون من أجل التغير المناخي، إنما كان الهدف كبح جماح اقتصادات بعض الدول ومحاربتها اقتصاديا تحت ذريعة الاحتباس الحراري، لاسيما الدول المنتجة للنفط!!! والآن ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لم يعد الغرب، وأنصار البيئة، يهتمون بالتغير المناخي!! بل أصبحوا يطالبون الدول المنتجة للنفط بزيادة إنتاجها، مع أنهم كانوا يدّعون أن هذه الدول دمرت البيئة!!. إن التغيير المناخي أمر حاصل وطبيعي جداً، بل أنه حتمي، وهو سنة وقانون إلاهي لايمكن منعه ولا لأحد من البشر المقدرة في دفعه مهما أوتي من قوة، وهذا بالطبع لايعني الاستسلام وعدم إتخاذ أي إجراء للحد من آثاره، ولكن توظيفه بما يخدم منظمات ودول على حساب أخرى، هذا هو مربط الفرس. يقول الدكتور محمد الصبان، المستشار الأول لوزير البترول السعودي سابقاً ، أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز ، عضو المجلس الاقتصادي الأعلى: ( تغير المناخ) : “‏‎هي كذبة ومؤامرة عالمية. المناخ يتغير طبيعيا بين دورات من العصر الجليدي والأخرى حرارية، والكذبة بأن انبعاثات النفط تؤدي في٢٠٥٠ ، الى ارتفاع درجة حرارة غلاف الأرض. ويبنون على ذلك تهويلات ومصائب ستحدث من غرق جزر وجفاف قارات،و.. ولم ينتظروا ٢٠٥٠، بل كل حادثة مناخية يعتبرونها بفعل النفط”. لقد أخذ موضوع التغير المناخي، أكبر من حجمه، خاصة في عهد الرئيس الأميركي أوباما، ونائبه آل غور، وكانت الكثير من المؤسسات الدولية في الأمم المتحدة وخارجها لاتفوت فرصة بالتذكير به، لدرجة أن الأمم المتحدة حددت النشاط المناخي كأحد أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، كما وقعت عدة دول على (اتفاقية باريس للمناخ ) لاتخاذ إجراءات لوقف زيادة معدل درجة الحرارة عالمياً.! وأطلق البنك الدولي تحذيراً قبل عدة أعوام من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين أكثر الأماكن على الأرض عرضة للخطر نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر، خاصة المناطق الساحلية المنخفضة في مصر وتونس وليبيا وقطر والإمارات والكويت، كما توقّع أن يتعرض عشرات ملايين البشر في المنطقة لضغط نقص المياه بحلول عام 2025 ، وشح المياه نتيجة الجفاف سيؤدي بدوره إلى زيادة الضغط على موارد المياه الجوفية وإلى قلة المحاصيل الزراعية، مما سينعكس على اقتصاد هذه الدول، وعلى العائدات من المحاصيل الزراعية والسياحة، وعلى معدلات البطالة والنزوح السكاني والصحة. في عام ٢٠١٤ انتقد جون كولمان، خبير الأرصاد الجوية، ومؤسس قناة الطقس الأمريكية، انتقد النائب السابق لرئيس الولايات المتحدة “آل غور” لتصريحاته بشأن المناخ وقال ليس هناك ما يسمى بالتغيرات المناخية!!!! وقد اتهم كولمان نائب الرئيس السابق آل غور بالاستفادة المادية من قضية تغير المناخ، مضيفا: “لقد تكسب مليار دولار من قضية تغير المناخ، عار عليك يا آل غور “. وانتقد كولمان الفكرة القائلة أن ثاني أكسيد الكربون من الغازات ذات الأهمية الكبرى في قضية الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، مضيفاً أن آلاف الخبراء قد وقّعوا على بيان بهذا الخصوص، وقال أيضا إن القمم الجليدية لا تذوب. وتابع كولمان: “الدببة القطبية على قيد الحياة وسعيدة اليوم أكثر مما كانت عليه خلال المائة عام الماضية”، ما اضطر المذيعة ميغان كيلي التي استضافت كولمان على قناة “فوكس نيوز” إلى القول مازحة “سوف تقوم الحكومة بإغلاق قناة الطقس نظرا لتعليقاتك”. ملهي شراحيلي

مشاركة :