أصبح الائتلاف الإسرائيلي الحاكم يمثل أقلية برلمانية بعد استقالة نائبة عربية من حزب يساري الخميس، مما يجعل قبضة رئيس الوزراء نفتالي بينيت أقل إحكاما على السلطة. وأدت استقالة النائبة غيداء ريناوي زعبي، التي قالت في خطاب نشرته وسائل الإعلام في إسرائيل إنها تنسحب من دعم الحكومة لاعتبارات أيديولوجية، إلى ترك بينيت يسيطر على 59 مقعدا فقط من مقاعد الكنيست (البرلمان) البالغ عددها 120 مقعدا. ويترأس بينيت ائتلافا من أحزاب اليسار والوسط واليمين وأحزاب عربية أدى اليمين قبل عام، منهيا المدة القياسية التي أمضاها بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء واستمرت 12 عاما. وخسر ائتلافه أغلبيته البسيطة الشهر الماضي عندما انسحبت نائبة من حزب بينيت اليميني. غيداء ريناوي زعبي: لا يمكنني مواصلة دعم ائتلاف يضيّق على المجتمع العربي غيداء ريناوي زعبي: لا يمكنني مواصلة دعم ائتلاف يضيّق على المجتمع العربي والآن أصبحت الحكومة أكثر ضعفا وستحتاج لدعم من خارج الائتلاف إذا طلبت المعارضة إجراء اقتراع على سحب الثقة في البرلمان. وأشارت زعبي، وهي من حزب ميرتس، في الرسالة التي بعثت بها إلى بينيت لإخباره باستقالتها إلى تصعيد العنف في الحرم القدسي بالإضافة إلى الأساليب القاسية التي اتبعتها الشرطة الإسرائيلية في جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة الأسبوع الماضي. وقالت “لا يمكنني مواصلة دعم وجود ائتلاف يقوم بمضايقات مخزية بحق المجتمع الذي جئت منه”. وأضافت باللغة العربية أن ذلك يتصل بـ”القضايا الأساسية ذات الأهمية للمجتمع العربي بأسره، الأقصى وقبة الصخرة، الشيخ جراح، الاستيطان والاحتلال، هدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب وطبعا قانون المواطنة”. وأشارت إلى “الاستخفاف التام من قبل الائتلاف الحكومي تجاه الاحتياجات الحقيقية للبلدات العربية خصوصا في مجالات تطوير السلطات المحلية، وقضايا الإسكان، والتوظيف والتعليم”. وتابعت “الشهر الماضي كانت المشاهد التي أتت من المسجد الأقصى في شهر رمضان لرجال شرطة يتعاملون بعنف غير مبرر تجاه الحشود من المصلين، وتشييع جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، مشاهد غير محتملة”. وقالت أيضا “وصلت إلى نتيجة حتمية واحدة. لم يعد بإمكاني دعم وجود تحالف يضيق بهذه الطريقة المشينة تجاه المجتمع العربي الذي أتيت منه وأعلن سحب ترشيحي لأي تعيين مستقبلي، وإنهاء عضويتي في الائتلاف”. وتولى بينيت منصبه في يونيو الماضي بعد جهود مضنية. وحظي الائتلاف بأغلبية محدودة للغاية من 61 نائبا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. ويتشكل الائتلاف من خليط من الأحزاب اليسارية والقومية اليهودية المتشددة والأحزاب الدينية إضافة إلى القائمة العربية الموحدة، وتشوبه انقسامات أيديولوجية عميقة، لكنه ما لبث أن واجه معوقات تهدد استمراره. ومطلع أبريل الماضي خسر الائتلاف الحكومي غالبيته البرلمانية مع إعلان النائبة اليمينية عيديت سيلمان سحب تأييدها له بعد أن عارضت السماح للمستشفيات بالتزود بمنتجات الخبز المخمر خلال عطلة عيد الفصح اليهودي. واعتبرت النائبة ذلك “مساسا بهوية إسرائيل اليهودية”. الحكومة الإسرائيلية حاليا أمام سيناريوهات عدة أبرزها التوجه لانتخابات مبكرة وفي التاسع عشر من أبريل أعلنت القائمة العربية الموحدة “تعليق” مشاركتها في الحكومة الائتلافية وفي الكنيست، وذلك بسبب “مواصلة الاحتلال عدوانه على القدس والمسجد الأقصى”، لكنها عادت وانضمت إلى الائتلاف. وأمام الحكومة الإسرائيلية حاليا سيناريوهات عدة أبرزها التوجه لانتخابات مبكرة. وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد سيصبح رئيسا للحكومة لحين قبول الكنيست لحكومة جديدة، بعد إجراء انتخابات مبكرة. وقد تسقط حكومة بينيت، وتتشكل حكومة من الأحزاب الإسرائيلية اليمينية التي تمتلك أغلبية في الكنيست الإسرائيلي. والأحزاب اليمينية الإسرائيلية ليست متحدة، فهناك قوى مشاركة في الائتلاف الحاكم، وأخرى في المعارضة. كما أن المعارضة غير متجانسة، حيث إلى جانب القوى اليمينية بزعامة نتنياهو، هناك القائمة المشتركة، وغالبيتها من النواب العرب. ولكنّ تشكيل هكذا حكومة سيتطلب موافقة الأحزاب اليمينية على شخصية لترؤس الحكومة وهي مهمة صعبة، في ظل سعي نتنياهو للعودة إلى رئاسة الحكومة، ومعارضة العديد من قادة الأحزاب اليمينية لعودة نتنياهو لرئاسة الحكومة.
مشاركة :